شهد موسم حصاد الشعير في مخيم الركبان لهذا العام خسائر كبيرة، حيث لم يحصد المزارعون أكثر من 10٪ من عموم الأراضي المزروعة، البالغة مساحتها أكثر من 20 ألف دونم، وذلك بسبب قلة الإنتاجية وارتفاع تكاليف الزراعة البعلية ومصاريف الحصاد.
وتشكل الاراضي القابلة للزراعة البعلية 20٪ تقريباً من الأراضي التي يسيطر عليها التحالف الدولي في منطقة الـ55 في البادية السورية علي مقربة من الحدود الأردنية، ومعظم هذه الأراضي جرى استصلاحها بشكل فردي من قبل أهالي المخيم، في حين أنّ قسماً صغيراً منها كان يُزرع سابقاً من قبل أصحاب المواشي في المنطقة.
ويقول مصعب أبو خالد، وهو أحد المزارعين من سكان المخيم، لشبكة حصار: «إن موسمه لهذا العام كان بالغ السوء، فقد قام بزراعة 200 دونم، كلفه الدونم الواحد منها ما يزيد على 10 آلاف ليرة سورية، ولم يستفد من معظم ما زرعه بسبب الجفاف وقلة الأمطار، حيث يعتبر هذا العام الأقل مطراً منذ خمس سنوات».
ويضيف أبو خالد أن من بين أسباب الخسارة أيضاً «تأخره في الزراعة هذا العام، فلو أنه قام بالزراعة مبكراً كان استطاع، على الأقل، أن يعوّض رأسماله الذي صرفه في الأرض».
من جانبه، يقول عبد الله، صاحب الحصادة في المخيم: «إن ارتفاع سعر برميل المازوت وقطع التصليح قد زادت من تكاليف حصاد القمح، إذ كان يتقاضى 3 آلاف ليرة سورية في العام الماضي عن حصاد الدونم الواحد، في حين ارتفع السعر هذا العام إلى 12 ألف ليرة سورية»، مشيراً إلى أن معظم الأراضي التي زرعها الفلاحون غير صالحة للحصاد، والحل الوحيد للاستفادة منها هو تضمينها لأصحاب المواشي.
ويتم تأمين بذار الشعير في مخيم الركبان من محاصيل السنوات السابقة ومناطق سيطرة النظام السوري، وتباع المحاصيل إما داخل المخيم لأصحاب المواشي أو إلى تجار في مناطق سيطرة النظام السوري، ويشكل العاملون في الزراعة قرابة 15٪ من سكان المخيم.
يذكر أنه في الموسم الماضي كانت النتائج مقبولة للمزارعين، حيث أنتج الدونم الواحد، في المتوسط، 100 كيلو غرام من الشعير، بيعت بسعر 155 ليرة سورية للكيلو الواحد.
محمد عمر