مريم الفيصل|| خاص شبكة الركبان
«يا لله يابو العيال: هون الخضرة هون.. هون التّازة هون».. هكذا ينادي خالد، بائع الخضار الجوّال، ليعلم سكان الأحياء في مخيم الركبان بقدومه، فيتجمع حوله الأهالي ليشتروا ما تحتاج إليه بيوتهم من أنواع الخضار القليلة المتوفرة في المخيم. ويصدف أن يكون قد جلب معه صنفاً معيناً لا يتوفّر على نحوٍ كبير في المخيم، فيخصّ هذا الصنف بإشارةٍ خاصة، فينادي مثلاً: «الدوالي للغوالي، قرب ع الدوالي.. طيب للغوالي».
يقصد خالد في تجواله الأحياء البعيدة عن سوق المخيم، والتي يبعد بعضها قرابة خمس كيلومترات، مستخدماً عربة طنبر، كما أنه يختار الحارات التي تجمع أكبر قدر من القاطنين، ليبيعهم ما يحتاجون إليه من الخضار والفواكه الموسمية. ورغم أنّ خالد يبيع بأسعار أعلى بقليل من أسعار السوق، إلا أنها تبقى مناسبةً كما يقول الأهالي، وذلك في ظل عدم تواجد المواصلات والجهد المطلوب للوصول إلى السوق.
تقول أم قاعود، وهي إحدى نساء المخيم، إنّ وجود بائع الخضار المتجول أسهم بشكلٍ كبير في تغطية احتياجاتها اليومية من الخضار والفواكه، وفي توفير الوقت والجهد للحصول عليها من السوق. وتضيف بأنّ تقاضيه أسعار أعلى من سعر السوق يبقى مقبولاً بالقياس مع مقدار المشقة والوقت الذي ينبغي بذله في حال الذهاب إلى السوق.
من جانبها، تقول السيدة أم محمود إنّ وجود بائع الخضار المتجول قد أراحها من المعاناة التي تعيشها في المخيم، إذ أنها لا تستطيع الذهاب للتسوق أو إرسال ابنها الصغير كي يجلب ما تحتاجه الأسرة بشكل يومي، كما أنّ زوجها منشغل في عمله اليومي، لذا فإنّ وجود خالد كان حلاً لهذه المشكلة.
أما أم باسل، فهي تنتظر بائع الخضار خلال ساعات الظهيرة لشراء احتياجاتها ونواقص طبخة اليوم، ذلك أنها لا تقوى على التسوق في ساعات الحر الشديد، كما أنّها تضطر عادةً للذهاب مشياً على الأقدام أو على دراجة نارية مع ابنها لإيصالها للسوق، وهو ما ليس سهلاً دائماً. وتشير أم باسل إلى أنها ونساء الحارة يوصين خالد بجلب أصناف محددة من الخضراوات في حال خلوّ عربته منها، فيقوم في اليوم التالي بإحضارها، كما أنّهنّ يوصينه بتأمين احتياجاتهن لمؤونة السنة.