فصل الصيف في الركبان: خوف ورعب انتشار العقارب والأفاعي

يحل فصل الصيف في مخيم الركبان حاملا معه خطراً يهدد حياة النازحين، وهو خطر انتشار الأفاعي والعقارب، وذلك بسبب طبيعة المخيم الصحراوية، ويبلغ هذا الخطر ذورته في ظل غياب العقاقير اللازمة لمعالجة الإصابات،

انتشار الأفاعي والعقارب في المخيم يشكل هاجسا كبيراً عند سكان المخيم ويمتد طيلة فترة الصيف، منذ شهر نيسان إبريل، ويبقى إلى ما بعد شهر أيلول، وتتعدد فصول الرعب وفق ما يرويها سكان المخيم.

بو شادي، وهو أحد النازحين، يقول إنه في إحدى المرات سمع صراخ بناته وحين دخل مسرعا إلى المطبخ وجد أفعى طولها لا يقل عن متر ونصف المتر، ويضيف إن حالة الهلع كانت لا توصف لكن خوفه على عائلته دفعه مباشرة إلى محاولة قتل الأفعى وأفلح في ذلك.

انتشار الزواحف في مخيم الركبان

مثل هذه التفاصيل تتكرر في مخيم الركبان إلى حد أنها تشكل يوميات النازحين طيلة فترة الصيف، وتشرح أم ياسين أن هذا الرعب يجعلها تخرج أغراض بيتها بشكل يومي للتأكد من عدم وجود عقارب أو أفاعي في البيت.

الآباء والأمهات في مخيم الركبان، لا يتركون طريقة للتأكد من سلامة بيوتهم وخلوها من العقارب والأفاعي، يتضمن ذلك قيام الرجال بفحص يومي للجدران والزوايا قبل النوم، ورغم كل هذه الاحتياطات إلا أن تسلل الزواحف خلال النوم أمر ممكن واحتمال قائم.

ومما يزيد من خطورة انتشار الزواحف هو غياب المصل اللازم لمعالجة الإصابات، ويقول أبو محمد، مدير مستوصف شام الطبي إن المستوصف يستقبل في الصيف ما معدله ثلاث إصابات يوميا أغلبهم من الأطفال، منوها إلى أنه طُلب من الأمم المتحدة تزويد المخيم بالمصل المطلوب لكن دون فائدة.

مضادات تحسس

ويشرح أبو محمد طريقة التدخل العلاجي الوحيدة المتاحة، وهي معالجة الإصابات بمضادات تحسس منها “هيدري كيرتزون” ومراقبة العلامات الحيوية.

واقع انتشار الزواحف وغياب المصل اللازم، دفع كثير من النازحين وخصوصا المقيمين بعيدا عن المراكز الطبية بالتعامل مما هو متوفر مع الإصابات مثل ربط فوق مكان اللسعة وإحداث جرح مكانها والضغط عليها لإخراج الدم، وهناك من يستخدم أساليب الطب العربي ومن بينها إعطاء المصاب الزعتر البري لتسكين الألم، وكذلك لجوء البعض إلى استخدام غاز الولاعة “القداحة” لتبريد مكان الإصابة حتى لا يشعر المصاب بالألم.

ممرض في نقطة طبية

اللافت قيام بعض النازحين بمحاولة صنع مصل، وذلك عبر وضع العقرب وهو حي في وعاء وتغطيته، ويُضاف زيت الزيتون، فيقوم العقرب بتفريغ سمه في الزيت قبل أن يموت، ليستخدم الزيت بوصفه مصلا حيث يُدهن مكان الإصابة فتشفى وفق ما أكده أحد النازحين، دون أن يتسنى لشبكة حصار التأكد من هذه الطريقة من خلال مصادر طبية موثوقة.

واقع انتشار الزواحف الذي يضيف معاناة أخرى في حياة النازحين، ورعبا وهلعا طيلة فترة الصيف، يجعلهم يتمنون نهاية الصيف واستقبال الشتاء، ليأتي بدوره محملا بأخطار جديدة، ليس أقلها البرد، و العواصف الغبارية وغيرها من أوجه المعاناة.

محمد عمر