تعاني الأسر الأشد فقراً في مخيم الركبان حرمانا كاملا من تناول اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية.
تأتي هذه المفارقة في ظل وفرة الأغنام في المخيم كون تربية الماشية تعد إحدى أبرز المهن التي تنتشر في مخيم الركبان إذ يعمل فيها نحو 15 في المئة من سكان المخيم.
يونس العبد الله، أربعيني نازح من مدينة تدمر، يقول إنه يعمل “مياومة” ولديه خمسة أطفال، يتقاضى يوميا ما مقداره 7 آلاف ليرة سورية، أي يحتاج إلى أجرة ثلاثة أيام أو أكثر من أجل شراء كيلو لحم واحد، وبالنظر إلى أنه عمله غير مستمر، وغلاء الاحتياجات الأساسية الأخرى، فإنه اضطر إلى إلغاء اللحوم من قائمة أطعمتنا.
ومثله أم محمد، وهي نازحة في الخمسين من عمرها، تروي بغصة أنها مضطرة لحرمان أبنائها من اللحوم، والاكتفاء بأقراص مرقة الدجاج لإعطاء نكهة للطعام، وتجزم أم محمد أن معظم من تعرفه لا يأكل اللحم أيضا أو يأكله في فترات متباعدة، كل شهرين أو ثلاثة.
أسباب الارتفاع
يأتي ارتفاع أسعار اللحوم في سياق ارتفاع متزايد بلغ ذروته مع موجة الجفاف التي تضرب المنطقة وانعكاسها على تربية المواشي، وتوجه مربي الماشية إلى تصدير ماشيتهم عبر طرق التهريب إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
هذا وقد وصل سعر كيلو اللحم الضأن في مخيم الركبان إلى نحو 23 ألف ليرة سوريا، ما يعني ارتفاعا بنسبة ثلاثين في المئة خلال الشهرين الماضيين.
وعن أسباب ارتفاع الأسعار، يقول خالد الخليف لشبكة الركبان، وهو أحد التجار في سوق الأغنام، أن ارتفاع سعر الأغنام “المسمنة” في مناطق سيطرة النظام وارتفاع الطلب عليه هناك دفع المهربين إلى فتح خط يسمح لمربي الماشية التصدير إلى مناطق النظام.
ويضيف “الخليف”، أن ارتفاع أسعار الأعلاف ساهم كذلك في رفع أسعار اللحوم، إذ تضاعفت الأسعار ووصل كيلو الشعير الواحد إلى 1800 ليرة سورية بعد أن كان يباع في العام الماضي بنحو 550 ليرة سورية.
ويرجع خالد الخليف أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف كونها تأتي من مناطق سيطرة النظام ويتحكم بها المهربون.
وعن آلية تهريب الأغنام، يقول أبو مهدي، أنه يضطر إلى نقل الأغنام مسافة 200 كيلو متر، لتباع هناك بسعر يزيد عن 20 في المئة عن الأسعار في مخيم الركبان، منوها إلى أن هذا الفرق يغطي كذلك المبالغ المالية التي وصفها بالكبيرة والتي تدفع لحواجز قوات النظام السوري.
محمّد العمر