مخيم الركبان دون حليب أطفال.. والأدوية النوعية مفقودة

استعاضت أم ربيع، أم لطفل رضيع في مخيم الركبان، بمنقوع الأرز والنشاء لإطعام طفلها بعد فقدان حليب الأطفال المخيم، وتعذر وصوله بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على سكان الركبان منذ سنوات، والذي زادت حدته خلال الأسبوع الأخير بمنع دخول المواد الأساسية والتموينية والأدوية إلى المخيم.

تقول أم ربيع إن علبة حليب الأطفال من نوع “كيكوز” كانت تصل إلى الركبان وتباع بنحو 25 ألف ليرة سورية، ورغم ارتفاع ثمنها كان السكان يضطرون لشرائها، لكنها اليوم فقدت بشكل كامل ولم يعد هناك حلول أمام الأمهات، سوى منقوع الأرز والنشاء، الذي فقد أيضاً في المخيم.

وتضيف أم ربيع “ارتفعت أسعار الأرز أيضاً، وقل وجوده داخل المخيم، ومن المحتمل أن يفقد بالكامل خلال أيام إن لم يسمح بإدخاله، فماذا سنطعم أطفالنا! خاصة وأن سوء التغذية وضعف تنوع الأطعمة في المخيم حرم كثر من الأمهات الإرضاع الطبيعي”.

في جولة على الصيدليات الثمانية داخل مخيم الركبان، تأكد خلوها من حليب الأطفال، إضافة لكثر من أدوية الأمراض المزمنة والأمراض الموسمية مثل السعال والزكام..

يقول أبو إلياس، صيدلي في مخيم الركبان، إن أغلب الأدوية مفقودة، والمتوافر منها بأسعار مرتفعة يحول دون قدرة السكان على شرائها، أما بخصوص حليب الأطفال فلم يعد متوافراً داخل الصيدليات.

ويقدر عمر، صيدلي آخر في مخيم الركبان، إن “أسعار الأدوية تزيد بنحو 50٪ عنها في مناطق النظام، بسبب خطورة تهريبها والإتاوات المفروضة عليها”، وهو ما يهدد حياة سكان المخيم، خاصة مع غياب الخدمات الطبية والإسعافية في المخيم الذي يخلو من وجود الأطباء بالكامل.

وعن أبرز الأدوية المفقودة يقول من تحدثنا معهم إن حليب الأطفال يتصدر قائمة المفقودات، إضافة لأدوية مرض السكري مثل الأنسولين، وأدوية الضغط والقلب والصرع، كذلك الأدوية الالتهابية وخافضات الحرارة للأطفال.

وكانت قوات النظام قد منعت دخول المواد التموينية والغذائية والأدوية إلى المخيم، والتي كانت تصل عبر طرق التهريب، منذ نحو أسبوع، ما تسبب بأزمة اقتصادية وتضييق الخناق على السكان المحاصرين، وتوقف فرن الخبز الوحيد في المخيم، إضافة إلى فقدان أنواع الخضار كافة، والمواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والبرغل والزيت والمعكرونة وغيرها من المواد..

ويسعى النظام من خلال هذا الحصار لإجبار السكان على الخروج من المخيم وفرض المصالحة عليهم، في الوقت الذي يغيب أي دور للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة أزيد من سبعة آلاف إنسان يعيشون داخل المخيم الذي يقع داخل المثلث الحدودي ضمن منطقة الـ 55 التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

مريم الفيصل