حافظت نساء الركبان على تقليد استقبال الشهر الفضيل بإحدى الوجبات البيضاء، لما تمثله من فال خير كونها تطبخ باللبن الأبيض، وتعدّ طعاماً بارداً على القلب بعد صيام يوم طويل، فضلاً عن توفّر مكوناتها الأساسية من اللبن واللحم.
وفق نساء في المخيم طغت الشاكرية على أغلب الموائد، وبأنواعها المختلفة، إذ دفع ارتفاع الأسعار النساء إلى تقليل في مكوّنات الأكلة، أو إخضاعها لتعديلات اقتصادية، غيّرت من شكلها ومذاقها أيضاً.
تروي أم محمود (74 عاماً) أنها وعائلتها اعتادوا على استقبال رمضان “بوجبة بيضاء وهي الكوسا بلبن”، لكنها استبدلتها بالشاكرية لانقطاع الكوسا عن المخيم.
تخبرنا أم محمود أنّ كلفة أكلة الشاكرية “على أصولها” أكثر من 40 ألف ليرة، فهي تحتاج إلى اثنين كيلو لبن غنم بـ14 ألف ليرة سورية، وكيلو من لحم الضان ب20 ألفاً، وكيلو أرز مصري بستة آلاف وخمسمائة ليرة، بالإضافة إلى النشاء والبيض وورق الغار.
قررت أم محمود شراء 400 غرام من لحم الضان، وكيلو ونصف الكيلو من لبن الغنم لتقلل التكلفة قدر المستطاع، ولتبقى الأكلة البيضاء على مائدتها.
لجأت سيدات في المخيم إلى إدخال تعديلات على أكلات للاستمرار بطبخها، وبطريقة أوفر، فاستبدلت أم محمد لحم الغنم بلحم الدجاج في أكلة الشاكرية، أخريات وضعن البطاطا والبصل بدل اللحم في الطبق ذاته.
تعديلات شبيهة دخلت على طبق الشيش برك بحسب نساء تحدثن لشبكة الركبان، منهن من استبدلت لحم الضان بالدجاج، في حين لجأت سيدات لحشوه بالمرتديلا لانخفاض ثمنها مقابل الدجاج، أو البطاطا والبصل كونهما الأقل سعراً قياساً بما سبق، أخبرننا أنهن وصلن إلى نصف الكلفة الأساسية إلا أن الطعم لا يقارن.
تحاول نساء الركبان تلبية احتياجات منازلهن، وإرضاء أزواجهن وأطفالهن وعدم حرمانهم من أطباق كانوا قد اعتادوا عليها فيما سبق، حاولت كل منهن وعلى طريقتها الخاصة اجتراح حلول بديلة تتناسب مع وضع عائلتها الاقتصادية لتجهيز وجبة بيضاء.