الطفلة “يقين” ما زالت بحاجة إلى من ينقذها

أفادت مراسلة شبكة حصار أن الطفلة “يقين” التي ولدت في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنيّة، وكانت بحاجة لعملية جراحية في سقف الحلق، لم تتحسّن صحتها بعد أن صار عمرها 140 يوماً ولم يزد وزنها غراماً واحداً، بل على العكس، حين ولدت كانت ثلاثة كيلو غرام والآن أصبحت 2300 غ.

رصدت شبكة الحصار حالة “يقين” منذ ولدت في المخيّم المحاصر وكان لديها فتحة في سقف الحلق وقصر في اللسان، بالإضافة إلى مشاكل تنفّسيّة حرمتها الرضاعة في أيامها الأولى، ما استدعى إجراء عملية تحرير للسانها من دون تخدير في النقطة الطبية التابعة لقاعدة “التنف” العسكريّة، ثم أعيدت إلى مستوصف شام الطبي في المخيّم، هناك قدّم لها الأوكسجين وفعل الممرّضون ما بوسعهم وسط افتقار المستوصف للأطباء، والآن هي في بيتها تحتاج لمن ينقلها إلى خارج المخيم لإجراء عمل جراحي يرمّم الفتحة في حلقها كي تستطيع الرضاعة والتنفس في آن معاً.

وعن سوء حالتها الصحية، تقول جدّتها حسنة المطلق لشبكة الحصار، وهي قابلة قانونيّة تعيش في المخيّم، إنها تتابع حالة الطفلة منذ ولدت، وهي تلاحظ الآن ازرقاقاً دائماً حول عينينها، وصعوبة في تحريك قدميها ويديها بالإضافة إلى بكائها بشدة في حال لمسهم. تضيف “تستهلك يومياً من الغذاء نصف الكميّة التي يحتاجها طفل في عمرها، وأثناء الرضاعة يتدفق الحليب من أنفها وأحياناً بعد الرضاعة، وهو ما سبب عدم نموّها ونقص وزنها، لذلك تحتاج، وبسرعة، إلى مشفى وطبيب مختص وعمل جراحي ينقذ حياتها”.

في الوقت الذي لا يوجد فيه أحد يسمع صدى صوت حسنة المطلق ومناشدات الناشطين والصحفيين، تخشى المطلق وعائلة يقين أن يفقدوا طفلتهم جرّاء غياب الرعاية الطبية الكاملة في المخيّم وجور الحصار الذي يفرضه النظام، إذ يمنع القادمين للتداوي في مناطقه من العودة إلى المخيّم.

تذكر حسنة أن هناك أطفالاً ماتوا في طريقهم إلى العلاج وقبل وصولهم إلى مشافي النظام، وآخرون ماتوا في المشفى بعد تفاقم حالتهم الصحيّة، مثل الطفل محمد قشعم الذي توفي بعد نقله لتلقي العلاج في مشفىً داخل مناطق النظام في شباط العام الماضي.

تناشد حسنة وعائلة يقين المنظّمات الإنسانية والدول لإنقاذ الطفلة في أسرع وقت، ولتحسين الواقع الطبي الهش في المخيّم بتأمين حليب الأطفال والأدوية وأطباء مختصّين وأجهزة طبيّة في مقدّمتها مولّدة أوكسجين لحديثي الولادة(حاضنة)، والتي سبب غيابها وفاة الطفل محمد الهندي داخل المخيم في عام 2017.