مخيم الركبان يشهد 25 ولادة طبيعية خلال أسبوعين

صورة لطفل حديث الولادة في مخيم الركبان

أفادت مصادر طبية في مخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية الأردنية لشبكة حصار أن النقطتين الطبيتين في المخيم، سجلتا، خلال الأسبوعين الماضيين، 25 ولادة طبيعيّة، واحدة منها لطفل خديج (مولود قبل إتمام تسعة أشهر)، وسط افتقار النقاط الطبية لمعدّات العناية المركزة بالأطفال، ومطالبات ومناشدات دائمة بتحسين الواقع الطبي الهش في المخيم.

الساعات التي تسبق الولادة وما بعدها في مخيم الركبان، وما تحمله من تعب وإرهاق وخطر على حياة الأم والطفل، لا تشبه غيرها في أي مكان آخر، تروي القابلة القانونيّة حسنة المطلق أن عدداً ليس بالقليل من حالات الولادة كانت بحاجة لعملية قيصرية يستحيل إجراؤها في المخيم الذي يفتقد لأي طبيب، وأمام هذا الواقع تخبرنا المطلق أن القابلات القانونيّات والممرضات يبذلن أكثر من طاقتهن لتوليد النساء بشكل طبيعي، وسط إغلاق الأردن لحدودها وامتناعها عن استقبال مثل هكذا حالات، ورفض عدد من النساء الذهاب إلى مناطق النظام نتيجة عدم السماح لهن بالعودة إلى المخيم المحاصر.

تقول القابلة القانونيّة حسنة المطلق إنه بعد جهود كبيرة تم تأمين حاضنة أطفال وغواصة واحدة للأطفال الخدج في المخيم، ورغم ذلك فهذا لا يعني إنقاذ أكثر من طفل، متسائلة “ماذا كنا سنفعل لو احتاج طفلين للغواصة، أحدهما من الممكن أن ينجو والآخر سيغدو قريباً من حافة الموت”، فضلاً عن أن الكادر الطبي غير مؤهل ومدرب للتعامل مع الحالات الحرجة.

معدّات تستخدمها القابلة أناء الولادة الطبيعية

وكان العام الماضي قد شهد وفاة خمسة أطفال في مخيم الركبان في أقل من شهر واحد نتيجة نقص الأوكسجين والمعدات الطبية، تقول المطلق وكوادر طبية من النقطتين الطبيتين لشبكة حصار إن غياب الأطباء ومراكز التحاليل المخبرية والتصوير الشعاعي يعني غياب المتابعة الطبية الصحيحة للأطفال بعد الولادة، وخاصة للذين يعانون من أمراض مثل فقر الدم وسوء الامتصاص نتيجة سوء التغذية عند الأمهات وعدم تناولهن الطعام الصحّي والمغذّي، وحدها العناية والإلهية والجهود المبذولة فيما توفر من أدوات بسيطة ومعدات طبية قليلة هي من تنقذ هؤلاء الأطفال وأمهاتهم.

يأمل أهالي الركبان والكادر الطبي بتحسين القطاع الطبي المتهالك في المخيّم، وخاصة بعد الزيارة التي قام بها، منذ أيام قليلة، وفد من قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي إلى مستوصف شام الطبي، واعداً بإيجاد حلول جذرية وسريعة لتمكين النقاط الطبية من تقديم خدمات تغطي حاجة السكان.