نقل ثلاث حالات مرضية من مخيم الركبان إلى مناطق النظام لتلقي العلاج

سيارة مخصصة لنقل الحالات المرضية إلى مناطق النظام

قال مراسل شبكة حصار إنه جرى، اليوم، نقل ثلاثة أشخاص من مخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية الأردنية إلى مناطق النظام السوري لتلقي العلاج في مشافيه، نتيجة تدهور حالتهم الصحية وتفاقم آلامهم، ما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً وعملاً جراحياً لأحدهم، وهو ما لا يمكن تحقيقه في مخيم الركبان الذي يحوي نقطتين طبيتين تفتقران للأطباء وللكثير من المعدات الطبيّة الهامّة.

وقال منسق في المخيم، ومسؤول عن خروج المرضى، لشبكة حصار، إن الحالات التي خرجت كانت لشخص مصاب بدوالي القدمين وبحاجة لتدخل جراحي، وشخص آخر مصاب بفشل كلوي أدى لاحتباس السائل في جسمه ما استدعى دخوله مشفى كيلا يفقد كليتيه، والحالة الأخيرة كانت لشخص يعاني من التهاب رئوي حاد تفاقم لدرجة وجود سائل في الرئة.

وكشف المنسق أن الحالات الثلاث عرضت على النقاط الطبية في المخيم، حيث عولجت بما توفر من معدات وفعل الكادر الطبي ما بوسعه، ليقرر الممرضون بعدها بوجوب إحالة المرضى إلى مشفى، وهو ما استدعى طلب الحصول على موافقة خروج بالتنسيق مع مسؤولين في الهلال الأحمر السوري وبضمان من مكتب الأمم المتحدة في مناطق النظام، حيث تضمن الأمم المتحدة مرافقة المريض إلى المشفى وتبقى مسؤولة عنه إلى حين عودته إلى مراكز الإيواء.

وأضاف المنسق أن خمساً وثلاثين حالة تم قبولها ونقلها للعلاج منذ بداية هذا العام، منهم طفلة توفيت في الطريق قبل وصولها إلى المشفى، موضحاً أن المرضى كانوا يحولون إلى النقطة الطبية على الحدود الأردنية قبل إغلاقها في آذار 2020، ومنها تحول الحالات الساخنة إلى الأردن، أما الآن ليس ثمة وجهة للعلاج سوى مناطق النظام، وهو طريق ذهاب فقط من دون عودة إلى المخيم.

مصادر محلية قالت لشبكة حصار إن المرضى ينقلون إلى منطقة تسمى مثلث اتحاد الفلاحين (شرقي الضمير نحو 50 كم)، ليستقبلهم عناصر الهلال الأحمر وينقلونهم إلى مشافي النظام، ويعيدوهم إلى المثلث ثانية بعد رحلة العلاج، ثم ينقل المرضى ومرافقوهم إلى منطقة تسمى الواحة(مشتل زراعي يبعد نحو 60 كم شمالي شرقي مدينة الضمير)، يمكثون هناك قرابة نصف شهر ليجري إيوائهم ثانية في مراكز تابعة لمحافظة حمص حيث يعيشون إحدى خيارين، إما الاعتقال أو التوقيع على ورقة مصالحة وتركهم يذهبون أينما شاؤوا، باستثناء العودة إلى مخيم الركبان التي من الممكن أن تتحقق عبر طرق التهريب ودفع مبالغ كبيرة لا يملكها غالبية سكان المخيم.

لم ينج القاصدين مناطق النظام ،الذين هجّرهم بالأصل، بهدف العلاج خلال السنوات الماضية، منهم من توفي في الطريق، ومنهم في المشفى إثر وصوله بعد فوات الأوان، نساء دفن أطفالهن وبقين وحيدات في مراكز الإيواء، الواتس آب ومكالمات الفيديو هي السبيل الوحيد للتواصل وللاطمئنان على من تبقى من عائلاتهن، أما المحاصرين داخل المخيم فلا يبدون إلا الخوف مما يسمونه المستقبل المجهول، دون أن نقلل من أهمية ما يشعرون به، فولادة قيصرية تعني انفصال الزوجين إلى أمد غير معلوم، وعملية جراحية بسيطة، كالزائدة مثلاً، تعني قذفك إلى مناطق النظام بتذكرة ذهاب دون عودة إلى أهلك.