“الكمأة” مصدر رزق للمحاصرين في مخيّم الركبان

الكمأة من منطقة التنف

ينطلق نازحون من مخيم الركبان، في مثل هذه الأيام من كل سنة، إلى المناطق المحيطة بالمخيم في رحلة البحث عن ثمار الكمأة التي تنمو ويكثر وجودها في تلك المناطق، أملاً في الحصول عليها وبيعها ما يؤمن مصدر رزق لهم، ووجبة تزيّن موائدهم.

والكمأة هي فطر بري ينمو في الصحراء بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر، ويعتبر من أثمن وألذ الفطريات الصحراوية، وتشتهر البادية السورية بأماكن وجوده، ينمو بشكل يشبه درنة البطاطا وتختلف أحجامه(من 30 إلى 300 غرام)، ويختلف لونه من الأبيض حتى الأسود، ويعرف مكان الكمأة إما بتشقق الأرض التي فوقها، أو تطاير الحشرات فوق موقعها.

شكل تواجد الكمأة في الأرض
استخراج الكمأة من منطقة التنف

يتوجه الباحثون عن الكمأة إلى مناطق تبعد عن مخيم الركبان من 40 إلى 60 كم، مثل “التنيفات” و”ثليجة” و”الزويرة”، حيث تزيد فرص الحصول عليها، يحملون أمتعتهم ويأخذون معهم ما يكفيهم من طعام وشراب، ويخيمون هناك في رحلة قد تستمر لعشرة أيام، وتتجدّد بعد بيع ما يجنون.

يقول أبو محمود، نازح في المخيم، إن جامعي الكمأة يخرجون من المخيم في مجموعات، ويقصدون بدايةً المناطق التي تحوي ثماراً جيدة وتنمو باكراً، يعتمدون بذلك على خبرتهم، ثم ينتقلون إلى منطقة أخرى بعد أن قاموا بمسح كامل للمنطقة التي خيّموا فيها، عسى أن يحالفهم الحظ بجمع كميات أكبر تحقق لهم مردوداً جيداً في حال باعوها للتجار داخل المخيّم.

البحث عن الكمأة في منطقة ال 55

يقول أبو حسين، نازح في مخيم الركبان، إن الهطولات المطرية الوفيرة والعواصف الرعدية يوقعان بداية موسم الكمأة الذي يستمر خلال الأشهر الأربعة الأولى من كل عام، إذ يربط السكان نموه باشتداد الرعد، ولهذا سمي “نبات الرعد” أو “بنت الرعد”.

يباع الكمأة في مخيم الركبان بأسعار تتفاوت بين 70 إلى 100 ألف ليرة سورية، يخبرنا أبو فواز، تاجر يبيع الكمأة في المخيم، أن اختلاف السعر عائد لحجم الكمأة المباعة ونوعيتها، كما يتوقع أبو فواز ارتفاع سعرها هذا العام ل125 ألف ليرة سورية في الركبان، في حين قد يصل سعرها في مناطق النظام إلى 250 ألف ليرة سورية، أو أكثر حسب بعد المنطقة عن البادية السورية ودفع تكلفة النقل.

تؤمن الكمأة ودخلاً لا بأس به لجامعيها، لا سيما أن فرص العمل تنخفض بنسبة كبيرة في فصل الشتاء في مخيم الركبان، فضلاً عن الأجواء اللطيفة التي يخلقها الشبان خلال ساعات البحث عن الكمأة، والسهرات الليلية الممزوجة بالمرح في مثل هكذا رحلات بالرغم من برودة الطقس.