افتتح جيش سورية الحرة، يوم أمس الأحد 12 شباط/فبراير 2023، مستشفى شام الطبي، هو الأول في مخيم الركبان المحاصر على الحدود السورية الأردنيّة، في خطوة لتحسين الواقع الطبي في المخيّم، وتقديم خدمات طبية أفضل للسكان.
وقالت مديرة المستشفى الممرضة أنعام هدروس لشبكة حصار، إن خطوة بناء المستشفى جاءت تماشياً مع احتياجات سكان المخيّم لنظام رعاية صحيّة أفضل، ولاستيعاب ضغط المرضى الذي أرهق النقطتين الطبّيتين في المخيّم، في ظل الواقع الصحي السيء داخل مخيم الركبان.
يتألف مستشفى شام الطبي من طابق واحد يمتد على مساحة ستمائة متر مربع، بني خلال ثلاثة أشهر من مادة الطين وتمّ إكساؤه بالإسمنت من الداخل، وهو بناء حديث ومستقل عن مستوصف شام الطبي، حسبما أفادت الممرضة أنعام، مشيرةً إلى أن كامل الكادر والتجهيزات والمعدّات الطبيّة قد انتقلوا من المستوصف إلى المشفى الجديد.
يحوي المستشفى على اثنتي عشرة غرفة: عيادة نسائيّة، عيادة أسنان يشرف عليها ممرّض، غرفة للأطفال حديثي الولادة، غرفة إسعاف، غرفة استقبال، خمس غرف للمرضى، وغرفة للإدارة، وصيدليّة، كما زوّد بثلاث سيّارات إسعاف: اثنتان لنقل المرضى من المخيم للمستشفى، والثالثة لنقل الحالات الطارئة إلى مستشفى قاعدة التنف العسكرية في منطقة ال55 كم، بالإضافة إلى سيارة إطفاء.
يعمل المستشفى على مدار الساعة، وقوام الكادر الطبي ستّة عشر شخصاً: قابلتان، وخمس ممرضات، وتسع ممرّضين، ومتدربان اثنان، جميعهم يتقاضون رواتبهم من جيش سورية الحرّة، بحسب الممرضة أنعام.
في حديثه لشبكة حصار، قال العقيد محمد فريد القاسم قائد جيش سورية الحرّة إن الخطوة التالية هي استقدام كادر طبي مؤلف من أطباء اختصاص وجرّاحين، وتجهيز غرفة داخل المستشفى للعمليات الجراحيّة، وسط افتقار المستشفى والمخيم لأية أطباء منذ سنوات.
وفي نطاق التجهيزات الداخلية قالت الممرّضة أنعام “يوجد نحو عشرين سرير في المستشفى، ما سيمنح المرضى فرصة أكبر للعلاج، وخاصّة في حالات الأمراض الجماعية: مثل موجة الكريب السابقة، وحالات الاضطرابات الهضمية والتهابات الكبد عند الأطفال التي حدثت في الصيف الفائت”.
وأضافت الممرضة أنعام “جرى تخصيص قسم مستقل في التصميم الجديد للمستشفى للعيادة النسائية وغرفة الأطفال حديثي الولادة، ما سيوفر خصوصيّة وأريحيّة أفضل لدى النساء اللواتي يزرن العيادة النسائيّة”.
بالنسبة للتجهيزات الطبيّة، تقول الممرّضة، إن المستشفى يحوي: عدّة جراحيّة بسيطة، جهاز لتوليد الأوكسجين، جهاز إرذاذ، مونيتور للمراقبة القلبية مع صادم، حاضنة أطفال، غواصة للأطفال حديثي الولادة، جهاز إيكو، بالإضافة إلى صيدليّة تقدّم الأدوية الموجودة مجّاناً للمرضي، في حين أن أهم ما ينقص المستشفى الآن هم الأطباء، ومعدّات طبيّة أخرى منها: أجهزة التصوير الشعاعي وأجهزة التحليل المخبري.
يثمّن أحمد، أحد المرضى الذين التقيناهم، خطوة بناء المستشفى وتقديم خدمات صحيّة لأزيد من سبعة آلاف نازح في مخيم الركبان، ويأمل أن يستطيع الكادر الطبي، بإمكانياته البسيطة، معالجة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتقديم رعاية أفضل لأصحاب الأمراض المزمنة، كما يطالب أحمد المجتمع الدولي والمنظّمات الإنسانية بتسهيل قدوم أطباء اختصاص وجراحة، كحق طبيعي يحتاجه أهالي المخيّم، وخاصة أصحاب الحالات الساخنة الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الذهاب إلى مناطق النظام للتداوي، ومحرومين من العودة إلى المخيّم.