عاد فرن مخيم الركبان إلى إنتاج الخبز، اليوم 18 شباط فبراير 2023 لمدة يومين فقط، بعد توقّفه، عن العمل بشكل كامل، للمرة الثانية منذ بداية هذا العام، بسبب تعمّد حواجز النظام السوري منع إيصال الطحين إلى المخيّم.
ويواجه سكان المخيّم المحاصر أزمة حادّة في تأمين قوت يومهم الرئيسي، بعد أيام من نفاد كمية الطحين، وسط النقص الحاد في المواد الغذائية والتموينيّة وغلاء الموجود منها، وإصرار النظام السوري على معاقبة سكان المخيم عبر تجويعهم، ومن ثم إجبارهم على ترك المخيم والتوجّه إلى مناطقه
وقال مصدر من داخل الفرن الوحيد في المخيم لشبكة حصار، إن كمية الطحين التي أمّنها جيش سورية الحرّة هذه المرّة تكفي ليومين فقط، ومن غير المعروف إن كانت ستدخل كميات أخرى أو لا، لافتاً إلى أنّ الفرن يحتاج يوميّا لنحو 750 كيلوغرام من الطحين.
الإنتاج المتقطع والقليل لمادة الخبز أدى لزيادة الطلب على الطحين الموجود في السوق بكميّات قليلة، لصناعة الخبز المنزلي، بالرغم من ارتفاع ثمنه، ، يقول أبو فارس، تاجر في المخيم،” هناك انعدام شبه كامل لمادة الطحين نتيجة استنزافها بشكل كبير من السوق”.
تبلغ تكلفة صنع كيلو الخبز المنزلي نحو ثمانية آلاف وخمسمائة ليرة سوريّة، يقول أبو محمود، يعيش في المخيّم، “ليست المشكلة اليوم تأمين المال فقط، فالطحين غير موجود”، يتابع “الرمد أحسن من العمى، بعد نفاد الطحين في بيتي، لجأت أنا وعائلتي إلى تناول الخبز اليابس الذي يباع كمادة علفية في المخيم، بات الخبز اليابس مع اللبن أو الكشك وجبة حاضرة في بيوتنا كي لا نموت جوعاً”.
إعداد أطعمة يتم فيها الاستغناء عن الخبز، كان خياراً لا بدّ منه لدى سيّدات في المخيّم، تقول أم أحمد، وهي أم لسبعة أطفال تعيش في المخيّم، إنّها باتت تشعر بالحرج أمام إلحاح أبنائها على طلب الخبز، فعائلتها لم تأكل رغيف خبز منذ أيام، لذا اعتمدت على الأرز والبرغل في إطعامهم رغم ارتفاع ثمن الكيلو الواحد لسبعة آلاف وخمسمائة ليرة سوريّة، قرابة نصف أجرة عامل مياومة في المخيّم.
قد لا يتذكّر سكان مخيم الركبان عدد المرات التي انقطع فيها الخبز والطحين، إلا أنهم لم ينسوا كيف قضى أطفالهم أياماً وأسابيع بدون خبز، يسأل من تحدّثنا معهم”ألا تعرف الأمم المتّحدة والمنظمات الإنسانية أن هناك أزيد من سبعة آلاف نازح بلا طحين منذ أشهر، ألم يصلهم أننا نتناول الخبز واليابس وخبز النخالة والبرغل كي نبقى أحياء، لماذا يصمّون آذانهم إزاء مناشداتنا المتكرّرة، هل نسونا؟!”