عاد الفرن الوحيد في مخيم الركبان عند الحدود السورية الأردنية، اليوم 12 آذار/مارس 2023، إلى إنتاج الخبز، لثلاثة أيام فقط، بعد تزويده بكمية محدودة من الطحين من قبل “جيش سورية الحرّة”.
وقال عبد الرزاق المحيّا، مدير المكتب الإعلامي في “جيش سورية الحرّة”، لشبكة حصار إن الفرن سيعود لإنتاج الخبز، لكن بشكل متقطع، لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع، نتيجة استمرار حواجز النظام السوري بمنع إيصال الطحين إلى المخيّم.
وقال مراسل شبكة حصار إن ربطة الخبز بوزن 700 غرام بيعت بالسعر ذاته قبل توقف الفرن، وهو 1500 ليرة سورية، لكن طريقة التوزيع تغيرت، إذ تصل كميات الخبز إلى مسؤول الهيئة المدنية في كل حي داخل المخيم، وهو من يحدد عدد الربطات التي ستحصل عليها كل عائلة بناء على عدد أفرادها، بحسب القوائم الموجودة لديه.
وأضاف المراسل أن الهدف من هذا التوزيع هو ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان كي لا تستنزف كميات الطحين، وسط اعتماد السكان الكامل على خبز الفرن نتيجة انعدام وجود الطحين في السوق، لافتاً إلى أن الفرن يحتاج يومياً لنحو 750 كيلوغرام من الطحين.
وعن طريقة التوزيع، يقول المراسل إن مندوبي الأحياء يقومون بتوزيع ربطتي خبز على العائلات المكونة من خمسة أفراد وما دون، وثلاث ربطات للعائلات المكونة من ستة أفراد وما فوق، وتعطى ربطة واحدة للشخص الذي يعيش بمفرده.
يقول أبو أحمد، نازح في مخيم الركبان، إنه” لا بد من حل ينهي مجاعة سكان الركبان، ويضمن لهم قوتاً يوميّاً، مثلهم مثل أي إنسان في هذه الدنيا”، مشدّداً على “ضرورة أن يتحمل التحالف الدولي مسؤوليته بتأمين الطحين باستمرار وسط تجاهل الأمم المتّحدة وعجز المنظّمات، بوصفه سلطة أمر واقع، ولديه القدرة”.
يضيف أبو أحمد أن الخوف والقلق يسيطران على النازحين مع اقتراب بداية الشهر الفضيل، فمن غير المعروف إلى الآن إن كان الخبز، عمود حياتهم الفقري، سيكون موجوداً على موائدهم بشكل يومي أو لا.
خلال سبعين يوماً، منذ بداية السنة إلى الآن، لم يأكل نازحو الركبان خبزاً سوى أيام قليلة لم تتجاوز العشرة، والباقية كانت خبزاً يابساً وأرز وبرغل وتمر ولبن، لم يحصلوا على إجابة لسؤالهم اليومي “لماذا لا يوجد لدينا خبز في الركبان؟!”، كما لم يلمسوا أي وعود أو استجابة، ممن يهمه الأمر، تقود إلى حل يطمئنهم أو يخفف عنهم ما يقاسونه من ظروف صعبة.