امتحانات التخرج في الركبان تنتهي في الصف السادس الإبتدائي

يخضع أكثر من 1200 طالب وطالبة، موزّعين على خمسة مدارس في مخيم الركبان، لامتحانات الفصل الدراسي النهائي للعام 2022/ 2023، وسط ظروف تعليمية قاسية، ومصير مجهول للطلاب الذين أنهوا المرحلة التعليمية الأولى.


مقاعد من الطين ودفاتر دون طاولات, الأسئلة تكتب على السبورة دون أوراق مطبوعة أيضاً، هو كل ما يملكه طلاب الركبان من تجهيزات لحضور امتحاناتهم

يرافق ذلك شعور بعدم الجدوى إذ ينتهي التحصيل العلمي في مخيم الركبان مع تجاوز الطلاب امتحانات الصف السادس الابتدائي، لعدم وجود مدارس إعدادية أو ثانوية في المخيم، ما يفقد الطلاب حقهم الأساسي في التعلم، ويوجههم إلى تعلم مهن يدوية شاقة، خاصة للطلاب الذكور، أما الإناث فيتحولن إلى ربّات منازل أو يتزوجن في أعمار مبكرة.


تقول سنا، وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي، إنها تحب إكمال دراستها لكن ذلك ليس متاحاً في المخيم، وتضيف “بعد استلام نتيجتي سيكون مصيري تعلم أعمال البيت من طبخ ومسح وغسيل، جميع هذه الأشياء أنا أتقنها من مساعدتي لوالدتي، وهي لا تحول دون إكمالي لدراستي إن توفّرت الظروف وتحقق حلم الطلاب بوجود مرحلة إعدادية”.


تخشى سنا، أن يكون مصيرها الزواج المبكر، مثل غيرها من طالبات المخيم اللواتي وجدن أنفسهن زوجات وأمهات بعد أن حدّد غياب المدارس مصيرهن.


ليس حال الطلاب الذكور أفضل من الإناث، يقول أبو محمد، أب لأربعة أطفال في سن الدراسة، “إنه وبعد تجاوز ابني محمد الصف السادس منذ سنتين، لم يكن ضمن الخيارات إكمال دراسته لعدم توفر المدارس الإعدادية، هو الآن يعمل في صب طوب الطين والبناء، أشفق عليه من ذلك، ولكن ليس باليد حيلة، ولا خيارات أخرى متاحة”.


مصير محمد لن يختلف عن مصير أخيه الأصغر، والذي تجاوز الصف الخامس الابتدائي، يقول والده، إن لم يسعف المخيم بحلول عاجلة وتتبنى المؤسسات الدولية التي تعنى بالتعليم هؤلاء الطلاب وتوفير ما يلزمهم من مدارس ومناهج وكوادر تعليمية، لكن “الحال على حاله منذ وطئنا أرض المخيم، ولا يبدو أن هناك من يرغب بتحسين حياة هؤلاء الطلاب وإعطائهم حقهم المكفول بالتعليم”.

توقف التحصيل العلمي بعد المرحلة الأولى، أكبر مشكلات الطلاب في مدارس مخيم الركبان، لكن مشكلات أخرى تعترض طريق الطلاب والكوادر التدريسية، بسبب غياب الدعم الدولي، وقلّة الدعم المحلي، وغياب المناهج والكتب والقرطاسية، كذلك الألعاب والأنشطة والتدفئة والتبريد في صحراء متقلبة المناخ، أيضاً المقاعد والسبورات وكل ما من شأنه أن يرفع سوية التدريس من وسائل تعليمية.