ارتفاع درجات الحرارة تعمّق معاناة سكان “الركبان”

تواصل درجات الحرارة ارتفاعها في مخيم الركبان؛ إذ لامست (السبت) 37 درجة؛ ما زاد من صعوبة حياة النازحين في المخيم، الواقع في الأساس بمنطقة صحراوية تفتقد لأدنى مقومات الحياة.

يتخوّف الأهالي من انعكاسات الجو الحار على كبار السن والأطفال، وسط تحذيرات طبية من تجنب التعرّض لأشعة الشمس بشكلّ مباشر، ما قد يسهم في زيادة الإصابة بضربات الشمس، والطفح الجلدي.

وطالب الطاقم الطبي في المخيم العاملين في الزراعة وبناء الطوب والراعي؛ ومن تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس لوقت طويل بـ “ارتداء القبعات، وتجنب العمل والخروج  في وقت الظهيرة”.

وقال مصدر طبي في المخيم لـ “حصار” إنّ “عدة حالات اقياء واسهال راجعت المستوصف؛ بسبب تداعيات ارتفاع درجات الحرارة”، وأنّ “لا حالات إصابة بضربات الشمس”.

 النازحون في المخيم يشنكون من عدم توفر الأدوات للتغلب على حرّ المخيم، ويقول أبو صالح، وهو نازح من ريف حمص إلى مخيم الركبان لـ “حصار” : “هناك ضعف بالامكانيات من أجل تأمين مستلزمات مواجهة ارتفاع درجات الحرارة من معدات تهوية ومياه”.

يعتمد النازحون على تشغيل مراوح تعمل بنظام 12أمبير يقرب سعرها من 70 دولار، فيما يقوم آخرون ممن لا يتوفر لديهم القدرة المالية بتبريد أنفسهم عبر رشّ الماء على أجسادهم وعلى  الجدران.

أبو خضر، نازح في المخيم، يقول : “استهلك الكثير من المياه، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأرشها في البيت و خارجه، كي تدخل علينا نسمة هواء باردة تخفف لهييب الحر ، ولا أملك مروحة فأنا لا أستطيع دفع ثمنها ..نبحث عن طعام للبقاء على قيد الحياة”.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تزداد احتياجات السكان إلى المياه، إذ يضطر معظمهم إلى نقل المياه بـ “البيدونات”، نظرًا لارتفاع تكاليف نقلها عبر الصهاريج، من خلال المشي “عدة مرات” يوميًا لأكثر من 500 متر وجلّبها من خزانات على الشريط الحودي مع الأردن ، الّذي يضخ المياه بواسطة أنانبيب.

وهو ما يعاني منه أبوصالح، حاله حال الكثير من السكان، حيث يقول: “هناك صعوبة في تأمين الماء..لا أستطيع دفع ثمن أجور نقل المياه ..أضطر للذهاب عدة مرات بنفسي لنقل (البادونات)، للتقليل من حرارة الجو وتلبية احتياجات المنزل”.