![](https://hesar.net/wp-content/uploads/2023/07/3-2-1024x720.jpg)
أعلن مدير المكتب الطبي في معبر باب الهوى الحدودي بشير اسماعيل (الثلاثاء) موافقة الجانب التركي على دخول مرضى السرطان البالغ عددهم نحو 600 مريض على دفعات، لاستكمال علاجهم في المشافي التركية.
الإعلان الرسمي حول السماح بدخول مرضى السرطان إلى تركيا، يأتي بعد أنّ فقد أربعة مصابين بمرض السرطان حياتهم، خلال الأيام القليلة الماضية؛ نتيجة عدم السماح لهم بالعلاج في المشافي التركية.
دخول المرضى اعتبارًا من (الأربعاء)
أكّد مدير العلاقات العامة في معبر باب الهوى الحدودي مازن علوش لـ “حصار” بدء دخول المرضى اعتبارًا من غدٍ (الأربعاء)، وأنّ الأعداد ستصل إلى نحو 90 مريضًا حتّى نهاية الاسبوع الجاري.
وأوضح أنّ العدد الأجمالي لمرضى السرطان الجدد (ما بعد زلزال السادس من شباط/ فبراير) بلغ 601، من بينهم 91 طفل، 235 رجل، و282 إمرأة، مبينًا أنّ نحو 15 مريضًا من القدامى يدخلون إلى تركيا (يوميًا) لاستكمال العلاج في المشافي التركية دون عوائق.
الخطوة غير كافية
مصادر طبية متقاطعة في إدلب اعتبرت أنّ السماح بدخول الحالات المستعجلة (مرضى السرطان) فقط، هو حل آني للمشكلة ولا يتوافق مع حجم الكارثة التي يعاني منها القطاع الطبي في الشمال السوري، ولايعطي الأمل لمئات المرضى من أصحاب الأمراض المستعصية (الباردة) بالعلاج في المشافي التركية.
وطالبت المصادر بالعودة إلى تفعيل نظام الدخول القديم، الذي يسمح بدخول الحالات الطارئة والحرجة والأمراض المستعصية للعلاج في المشافي التركية، في ظل الانهاك الكبير الذي أصاب القطاع الطبي في الشمال السوري عقب زلزال السادس من شباط/ فبراير الماضي.
وكانت المشافي التركية في الجنوب التركية تأثرت بتداعيات زالزال شباط/ فبراير المدمر، الذي أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية بمدن “هاتاي، غازي عينتاب، كهرمان مرعش”، وجعل الضغط كبيرًا على مشافي أضنة.
أمل بالعلاج قبل فوات الأوان
يأمل مريض السرطان عبد المعين حج دان، 40 عامًا أن يسهم الإعلان في “تخفيف آلامه” وأنّ “يكون بوابة عبور إلى المشافي التركية، لاستكمال رحلة علاجه ضد سرطان الجلد (الميلانوما) المزمن الذي أنهك جسده منذ عدة أشهر”.
عبد المعين ينتظر قرار السماح له بالدخول إلى تركيا للعلاج عبر معبر باب الهوى الحدودي منذ نحو شهرين، ويقول لـ “حصار”: “أجريت ثماني عمليات جراحية، وكان من المقرر إجراء عمل جراحي آخر منذ أيام، لكن بسبب مضاعفات المرض وامتداده إلى ظهري، ألغيت العملية”.
وأوضح أنه تم تحويله إلى دكتور مختص بسرطان الجلد لتوصيف الحالة والحدّ من انتشار المرض، وهو ما اقترح عليه الذهاب للعلاج في تركيا والحصول على جرعات نوعية، التي يبلغ ثمن الواحدة منها نحو 8.500 دولار أمريكي.
ويتخوّف عبد المعين من انتشار المرض إلى داخل الجسم، بعد أن حذّره الأطباء من مغبة التأخير في أخذ الجرعات، والتي من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة من الممكن أن تؤثر على حياته.
ترحيب ومطالبات
رحب عبد الرحمن زينو، مدير جمعية الأمل لمكافحة السرطان بقرار السلطات التركية السماح بدخول مرضى السرطان عبر معبر باب الهوى الحدودي للعلاج في المشافي التركية، وطالب بـ “فتح المعبر بشكل مستمر، والسماح بإجازات ذهاب وعودة للمرضى فيما بعد رحلة العلاج الكيميائي والإشعاعي”.
وتتخذ جمعية الأمل لمكافحة السرطان، التي تأسست في سوريا عام 2005، وتابعت عملها في عام 2013 بعدد من المدن التركية من بينها غازي عينتاب وأضنة وأنقرة، وهي تقدم خدمات استقبال ونقل لعشرات المرضى القادمين من الداخل السوري
وقال زينو لـ “حصار” إنّ “الطلب الأهم هو منح المريض بطاقة تأمين صحي تسمح لحاملها العلاج بشكل كامل (مجانًا) ؛ كون الوثائق التي تمنح في الوقت الحالي لا تغطي جميع التكاليف وتقتصر فقط على العلاج داخل المشافي”.
وبيّن أنه “يتعين على المريض دفع تكاليف الدواء الذي يصرف من الصيدليات، إضافة إلى أجور العمليات التي تجرى في المشافي الجامعية أو المشافي التي لا تقبل الوثائق التي تصدر عبر المعابر الحدودية، وهو ما يتم تأمينه في الوقت الحالي عبر (أهل الخير)، أو جمعيتنا”.
كما طالب زينو بـ “توحيد نظام الإحالة وقصرها على (إحالة واحدة)، كون المريض يحتاج كلّ يومين إلى الذهاب لنحو 400 متر للحصول على ورقة إحالة جديدة، والإقتصار على (إحالة واحدة) من المعبر إلى المشفى الذي يتعالج به؛ وذلك توفيرًا للوقت والجهد والمال على هؤلاء المرضى”.
وتداعى في وقت سابق نشطاء إعلاميون وعاملون في الشأن الطبي والإنساني إلى حملة مناصرة واسعة للمرضى شملت سوريا ودول الجوار والعالم، بهدف تسليط الضوء على مأساتهم، والمطالبة بالتدخل العاجل لإدخالهم إلى تركيا، أو توفير العلاج لهم في مستشفيات شمال غرب البلاد.
وشارك نشطاء عبر مواقع تواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة يحلقون خلالها شعر رؤوسهم تضامنًا مع مرضى السرطان، فيما نظم إعلاميو الداخل ونشطاء المجتمع المدني اعتصامًا مفتوحًا بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي؛ للمطالبة بإدخال مرضى السرطان للعلاج في المشافي التركية.