انعدام النظافة والرعاية الصحية يسهمان في انتشار “أبو صفار” في مخيم الركبان

تتنتشر الأمراض المعدية بين أطفال مخيم الركبان، والتي من بينها (اليرقان)، أو ما يعرف شعبيًا بـ “أبو صفار”؛ بسبب غياب اللقاحات، وانعدام المتممات الغذائية للنساء الحوامل وانتشار المياه الملوثة.


مديرة نقطة شام الطبية أم عبدو، تقول لـ “حصار” إنّ نحو “75 حالة إصابة بمرض (اليرقان) راجعتنا خلال الأيام القليلة الماضية، بمعدل ثلاثة حالات يوميًا”، وأنّ “هناك ضعفًا كبيرًا بتقديم العلاج، بسبب نقص المساعدات الطبية”.


وأوضحت أنّ القائمين على النقطة الطبية يقومون بـ “تقديم العلاج المتعارف عليه بالنسبة للأطفال حديثي الولادة؛ من خلال وضع المصابين في حواضن وتعريضهم للضوء”.


وتظهر أعراض أبو صفار (اليرقان) على شكل تغيرات تصيب الجلد وبياض العينين؛ والتي يصبح لونها أقرب إلى (الأصفر)؛ بسبب ارتفاع مستويات البيلروبين في الدم.


ومن أعراضه: “بول داكن، حكة الجلدية، الغثيان والقيء، إسهال، الحمى والقشعريرة، فقدان شهية، فقدان وزن، آلام بالبطن، صداع”، فيما يحذّر من مضاعفاته التي من الممكن أنّ تؤدي التهاب الكبد ولإصابة بما يعرف بـ “الفشل الكلوي”.


ويشكو أبو خضر، ٤٠ عامًا، نازح من ريف حمص، من الإصابة بمرض اليرقان منذ نحو 45 يوم، وحالته الصحية لم تتحسن، بسبب عدم توفر التسخيص الطبي المناسب والعلاج الملائم.


يقول لـ “حصار”: “لقد اتبعت الحمية (بطاطا مسلوقة، وبعض الخضار) في النقطة الطبية، إضافة إلى تناولي الأعشاب التي وصفها العطارين في المخيم، لكن دون جدوى”.


يضطر أهالي المصابين؛ بسبب انعدام الأدوية إلى الللجوء للطب العربي؛ كبديل لعلاج مرض “اليرقان”، من خلال تجهيز قطرة عينية من خليط من الأعشاب، تؤخذ ثلاث مرات يوميًا.


يوسف، نازح من مدينة تدمر إلى مخيم الركبان، يعلاج الأطفال المصابين بطب الأعشاب، ويقول لـ “حصار”: “اعدُّ خلطة من الأعشاب لعلاج مرض اليرقان، عبر تحويلها إلى قطرة عينية”.


ويوضح أنّ من 2 إلى 3 حالات تراجعه يوميًا، جلّهم من الأطفال وحديثي الولادة، من أجل الحصول على الدواء، عازيًا انتشار المرض في المخيم إلى تلوث مياه الشرب، إضافة إلى حفر الصرف الصحي المكشوفة؛ ما يؤدي إلى انتشار الجراثيم المعدية عبر الهواء.


ويرى يوسف أنّ “الحصار الخانق على مخيم الركبان وعدم توفير اللقاحات والمعدات الطبية والأطباء المختصين، أجبر المرضى للاتجاه نحو الطب العربي”.