كسر الحصار..أهالي الركبان يستزرعون الصحراء

“نعم زرعنا الأشجار المثمرة، والخضروات في الصحراء..حاولنا كسر الحصار..نعم أكلنا الخضار والفاكهة من شجيراتنا التي زرعناها في المخيم”، بهذه العبارات وصف العم أبو سعيد، وهو نازح في مخيم الركبان فرحته بجني ثمار أشجاره التي زرعها خلال الأعوام الماضية في المخيم.

ويوضح أنه “زرع أشجاراً؛ عبر الاستفادة من البذور الموجودة في داخلها أو الشتلات”، لكن في الوقت ذاته تشكّل العواصف الرملية عقبة في وجه محاولاته لزراعة الأشجار المثمرة في المخيم..”غالبًا ما تسقط أزهار الزيتون بعد حملها، بسبب العواصف”.

ويدعم العم أبو سعيد مزروعاته بالأسمدة الطبيعية، بعد أن يقوم بتخميرها ونقعها بالماء ومن ثم تسريب السماد مع ماء السقاية ليصل إلى الأشجار والمزروعات كافة، إضافة إلى استخدامه لـ “أسيد البطاريات”، لتحسين جودة التربة وتغذية جذور المزروعات.

بعض أهالي مخيم الركبان يزرعون ساحات منازلهم، وبعض الأراضي الفارغة في الصحراء بالأشجار المثمرة والخضار والفاكهة؛ التي غالبًا تتأثر بالظروف الجوية في المخيم؛ فتموت قبل نضوجها بفعل العواصف وارتفاع درجات الحرارة، لكن لا يأس هنا، فقد نجح البعض في استزراع الصحراء وجني المحاصيل التي تشكل جزءاً من أمنهم الغذائي، و يباع الفائض منها لسكان المخيم.

ذكر بعض السكان لـ “حصار” أنهم حاولوا في البداية إيجاد حل للحصار المفروض عليهم، والتغلب على الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيم، فقاموا بزراعة مساحات صغيرة لتأمين قوت عائلاتهم من الحشائش (بقلة، خس، بقدونس، ونعناع)، إضافة إلى بعض الخضار (باذنجان، فليفلة، وخيار، بطيخ..الخ).

وبعد سنوات من الحصار، توجه بعض الأهالي إلى زراعة الأشجار المثمرة من (زيتون، رمان، كرمة، تين، نخيل، تفاح، ومشمش).

أبو عبود، زرع أشجار التفاح والمشمش والدراق منذ 4 أعوام، ويقول لـ “حصار”: “وضعت البذور في الأرض، واعتنيت بها حتى أصبحت الآن شجيرات..آمل أن آكل منها في المستقبل القريب”.

رغم محاولات الأهالي المستمرة لإعمار الصحراء والتغلب على ظروف الحصار، وطبيعة المكان، إلا أنّ أبرز عوائق محاولاتهم الزراعية تتمثّل في الحصول على المياه، وخاصة في فصل الصيف المتزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وهي ظروف، كما يقول البعض منهم، تجبرهم على الامتناع عن الزراعة، فيما وجد آخرون حلًا لها عبر استخدام خزانات المياه، أو بناء أخرى من الطوب الطيني وتغطيتها بـ “شوادر بلاستيكية” عازلة؛ من أجل الاستمرار بالسقاية.