ظروف صعبة تواجه “مياومي” مخيم الركبان

يحاول عمال (المياومة) في مخيم الركبان تأمين الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم والعمل في ظروف غير طبيعية وسط متغيرات جوية صعبة، إضافة إلى تدني مستوى الرواتب والأجور التي لا تتناسب مع أسعار السلع في المخيم.

أبو محمد، يعمل في ورشة لأعمال البناء منذ نحو 5 سنوات، يقول لـ “حصار”: “نذهب إلى العمل يوميًا رغم ارتفاع درجات الحرارة صيفًا، والتي تجاوزت 46 درجة لهذا العام، وانخفاضها بشكل كبير شتاءً؛ من أجل تأمين المسلتزمات الأساسية للمنزل”.

يشكو أبو محمد من تدني الأجور، والّتي لا تتجاوز في أحسن أحوالها 35000 ليرة سورية (يوميًا)، وأنه يضطر للعمل دون انقطاع (إجازة، طارئ صحي،..)؛ كي يحصل على أجور يوميته؛ من أجل التغلب على المتطلبات اليومية لأسرته.

ورغم عمله صيفًا وشتاءً دون انقطاع، لكنه لا يستطيع مع زملائه في الورشة تأمين أبسط احتياجات المنزل في ظل انهيار سعر صرف الليرة السورية إلى مادون 15000 ليرة، وارتفاع أسعار المواد إلى مستويات قياسية والتي من بينها لتر المازوت الذي بلغ 15000 ليرة، وكيلو السكر الذي وصل إلى  20000 ليرة، كقياس حالة لبقية أسعار المواد.

فيما يعمل أبو عماد، وهو من سكان المخيم في حفر (الجور الصحية)، ويعيل طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها العامين؛ والتي تحتاج إلى حليب أطفال وحفاضات.

يقول لـ “حصار”: “أتقاضى أجور حفر (الجورة الفنية) نحو 85000 ليرة، حيث تأخذ نحو يومين من العمل المتواصل، بعد أن أقوم بنقع الأرض بالماء”.

ويشكو أبو عماد من ارتفاع أسعار مستلزمات طلفلته الرضيعة، التي تحتاج بشكل شبه اسبوعي إلى علبة من الحليب، و يبلغ سعرها في المخيم –إن وجدت- نحو 85000 ليرة، وكذلك إلى علبة حفاضات (اسبوعيًا)، بسعر نحو 45000 ليرة”.

في السياق ذاته، يعاني ياسين، عامل بناء في مخيم الركبان من غياب الأدوات المناسبة لأعمال المخيم، ويقول لـ “حصار”: “معظم المعدات التي نعمل بها من الحديد وقديمة..إنها تكوي أيدينا بسبب ارتفاع درجات الحرارة..أضطر إلى لفها بقطع من القماش أو سكب المياه عليها للتبريد”.

ويضيف: “نعمل لتأمين جزء من متطلبات المنزل وسط هذا الغلاء الذي لا يوصف”، وختم حديثه إلينا وهو يجفف عرقة بقطعة من القماش: “الله يشيل مع الناس يلي بالمخيم”.