عاد نحو 1300 تلميذاً وتلميذة إلى مدارسهم، الأحد، في مخيم الركبان، وسط ظروف صعبة يعاني منها القطاع التعليمي، من أبرزها غياب الكوادر التعليمية المختصة، وانعدام شبه كامل لوسائل التعليم من كتب وقرطاسية وبنى تحتية مناسبة.
ورصد مراسل “حصار” في مخيم الركبان واقع الغرف الصفية في مدارس المخيم الخمس المبنية من الطوب، فيما غابت المقاعد واستعيض عنها بـ “مصاطب الجلوس” المصنوعة من الكتل الأسمنتية.
وأشار المراسل إلى ارتفاع أسعار الدفاتر والقرطاسية إذ وصل سعر الدفتر الواحد إلى 5000 ليرة، فيما بلغ سعر القلم 200 ليرة سورية، إضافة إلى (اهتراء) الكتب المدرسية القديمة التي توجد لدى الكادر التدريسي فقط، حيث يقوم المعلم بكتابة المعلومات على السبورة ومن ثم ينقلها التلميذ على الدفتر.
توقع مدير المكتب التعليمي في المخيم أحمد الزغيرة أن “يصل عدد الطلاب إلى ما يقرب من 1300 طالباً وطالبة”، موضحًا أنّ “نحو 200 طالبًا منهم، هم من مواليد مخيم الركبان والتحقوا بالصف الأول الابتدائي هذا العام”.
وقال لـ “حصار” إنّ هناك “وعودًا بتذليل العقبات التي تواجه العملية التعليمية في المخيم سواءً من قبل التحالف الدولي أو (المنظمة السورية للطوارئ)؛ التي أمنت المنهج الدراسي لطلاب الصفين الأول والثاني”.
وتابع: “هناك وعود أيضًا من قبل المنظمة، بوصول بقية المنهاج للصفوف الأخرى خلال الأيام القليلة القادمة؛ بحيث توزع الكتب الجديدة على طلاب المخيم كافة”، وأنّ “المنظمة وعدت أيضًا بتوفير المنهاج الدراسي للمرحلة الإعدادية؛ من أجل إكمال الطلاب الذين أنهوا دراستهم في المرحلة الابتدائية لتعليمهم”.
وأشار إلى تلقيه وعودًا من قبل قائد (جيش سوريا الحرة) بـ “توفير الإنارة للمدارس عبر تزويدها بالطاقة الشمسية، وكذلك تزويد المدارس الخمس في المخيم بالمدافئ ووقود التدفئة خلال فصل الشتاء”.
وطالب المسؤول التعليمي في المخيم بـ “توفير القرطاسية والدفاتر للطلاب بشكلّ مستمر، وتأمين رواتب شهرية للعاملين في القطاع التعليمي؛ من أجل ضمان استمرارهم في العمل”.
ويأمل معظم الأهالي في مخيم الركبان بتحسين واقع التعليم؛ كي يتمكن أطفالهم من متابعة تحصليهم العلمي.
أبو مروان، أب لثلاثة أطفال في سن التعليم، يقول لـ “حصار” :”آمل أن يتابع أولادي دراستهم في المرحلة الإعدادية؛ كي لا يكون مصيرهم مشابهًا لمن أنهى دراسته من أقرانهم”.
ويشير أبو مروان إلى أنّ “معظمم الأطفال الذكور ممن أنهوا المرحلة الابتدائية من تعليمهم يساعدون أهلهم بالأعمال اليومية في المخيم، كـ (نقل المياه أو صناعة الطوب)، فيما يكون مصير الفتيات الذهاب إلى بيت الزوجية وهنّ قاصرات؛ بسبب عدم وجود مدارس إعدادية وثانوية”.
يقتصر التعليم في مخيم الركبان على المرحلة الابتدائية، فيما تغيب مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية؛ بسبب عدم توفر الكوادر التعليمية المختصة، والحصار الخانق الذي يفرضه النظام والميلشيات الموالية له على نازحي المخيم.
سالم، تلميذ في الصف الخامس يطالب بافتتاح مدراس إعدادية في المخيم؛ كي يتمكّن من متابعة تعليمه، ويقول لـ “حصار”: “أتمنى أن أكمل دراستي مع أصدقائي؛لأتعلم أكثر ويكون لي مستقبل جيد..لا أحب العمل بالطين..أبي وأخي يعملان بهذه المهنة..إنه عمل شاق والأجور لاتكفي مصروف البيت”.
ويأمل أهالي الطلاب في مخيم الركبان أن يكون العام الدراسي الجديد أفضل من سابقه؛ من ناحية دعم المنظمات الإغاثية لأطفالهم بأدوات العملية التعليمية من دفاتر وأقلام وكتب؛ كي يتمكنوا من متابعة دراستهم بلا عوائق.