احتجاجات السويداء تتواصل ومخاوف من تداعيات المستقبل

نقلاً عن صفحة فيسبوك سويداء 24

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في السويداء للأسبوع الخامس على التوالي، وهي تنادي بإسقاط النظام وتطبيق القرار 2254، وسط مخاوف من أزمة تدفئة ووقود في فصل الشتاء القادم.


.يردد المتظاهرون شعارات سياسية تطالب برحيل النظام وأخرى مطلبية تدعو إلى توفير الخدمات الأساسية في المحافظة من ماء وكهرباء وغذاء


رغم عدم انسحاب الأفرع الأمنية من المحافظة وتقوقعها في مقراتها، والإبقاء على الخدمات الأساسية التي تقدمها حكومة النظام من ماء وخبز وغيرها، إلا أنّ هناك مخاوف أهلية من افتعال ميلشيات موالية للأسد تفجيرات أمنية أو خلق فتن أهلية بين السكان، وهو ما تم استيعابه من قبل قادة الحراك حتّى الآن.


المحامي مطيع أبو أنس (اسم مستعار)، وهو من قادة الحراك في المحافظة، يصف وضع الخدمات في السويداء بـ “المتردي”، لكنه في المقابل ينفي تغير الوضع الخدمي في المحافظة في الوقت الحالي مقارنة بما كان عليه قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في 16 آب/ أغسطس الماضي.


ويقول أبو أنس لـ “حصار”: إنّ “هناك إهمالاً وتقصيرًا في أعمال البلدية، بسبب نقص الكوادر وقلة أعداد الموظفين”، وأنّ “جميع المؤسسات الحكومية تعمل كما كانت عليه الحال قبل الاحتجاجات”، وأنّ “الواقع التعليمي لم يتغير لكن أُلغي ترديد الشعار في بعض المدارس”.


إلى ذلك، لم تنقطع إمدادات المحافظة بالمواد الأساسية، إذ لا تزال التوريدات القادمة إلى محافظة من غذاء ودواء ومحروقات على حالها
لكنه في المقابل يُبدي مخاوفه من قدوم فصل الشتاء، ومراهنة النظام على “ملل الأهالي”، واستكانتهم، وأنّ هناك مخاوف حقيقة من انقطاع توريدات المحروقات إلى المحافظة؛ ما يؤثر سلبًا على حركة السير والتدفئة ورغيف الخبز


ويشير إلى أنّ حركة الحوالات من أبناء المحافظة في الخارج إلى أهالي السويداء لا تزال في إطارها الطبيعي واليومي المتداول منذ ما قبل حركة السادس عشر من آب.


وينفي “أبو أنس” تلقي الأهالي أي مساعدات من السوريين في الخارج؛ بسبب رفض قادة الحراك لجميع تلك المبادرات سواءً من قبل المغتربين من أهالي المحافظة أو من قبل السوريين بشكلّ عام؛ لعدم تسيسها من قبل النظام.


وتجري أحاديث جانبية عن مفاوضات يجريها النظام مع بعض الفاعلين في السويداء عبر بعض القيادات “الدرزية” في لبنان من أجل الوصول إلى تسوية ما، وهو ما ينفيه “أبو أنس”، مؤكدًا أنّ هناك أحاديث متداولة في هذا الإطار لكنها لم ترقى إلى مستوى المحادثات مع قادة الحراك.


وفيما تجري أحاديث عن احتمالية سحب النظام لمؤسساته الخدمية من المحافظة، أكدّ “أبو أنس” قدرة الحراك على خلق بدائل والبحث عنها في حال علّق النظام أعماله في السويداء، لكنه في ذات الوقت استبعد حدوث هذا الاحتمال.


المعارض ماهر شرف الدين أعلن، في وقت سابق، عن اتصالات أجراها الزعيم الروحي للطائفة حكمت الهجري مع نواب في الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للتأكيد على دعم الحراك.


وهو الأمر الذي أكده “أبو أنس”، لكنه في الوقت ذاته شدّد على أنّ هذه الاتصالات جاءت في إطار الدعم المعنوي ولم تتضمن أي عرض لمساعدات إغاثية لأهالي المحافظة.


وفيما يتعلق بالتواصل بين الحراك والسوريين في الجولان السوري المحتل، أوضح “أبو أنس” التواصل الحالي في إطاره المجتمعي الاعتيادي، لكنه في الوقت ذاته أكدّ أنّ جميع الخيارات مفتوحة في حال تعرض الجبل لأيَ مخاطر.


يخشى “أبو أنس” من الظهور عبر وسائل الإعلام باسمه الصريح؛ خوفًا من تهديدات أمنية قد يتعرض لها من قبل ميلشيات تابعة لنظام الأسد في المدينة، كونه من الأسماء الوازنة في الحركات الاحتجاجية التي جرّت ضد النظام منذ عام 2011 وحتّى الآن.


ويبقى الملف الإنساني أولوية لأهالي السويداء في إطار حركتهم الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام وتطبيق القرار 2255، وهو ملفٌ مرهونٌ بتطورات الحالة المشهدية لتظاهرات ساحة الكرامة في المستقبل القريب وآلية تعامل النظام معها، إضافة إلى كيفية تفاعل البعدين الإقليمي والدولي مع هذه الاحتجاجات.