بأدوات بسيطة..سكان مخيم الركبان يقيمون حفلات الخطوبة والزواج

لم تمنع الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها السيدة “أم محمد” النازحة في مخيم الركبان، من القيام بترتيبات خاصة؛ من أجل إقامة حفلة خطوبة ابنها “محمد”، إذ أنشأت خيمة كبيرة (صيوان) للتغلب على ضيق مساحة منزلها الطيني.

زينت “أم محمد” مكان الحفلة بـ “الأضواء الملونة” و”بالونات”، وفرشت أرض “الصيوان بالسجاد والحصر، فيما وضعت قطعًا من الخشب من أجل صنع “كوشة” للعروسين مرتفعة عن الأرض.

صالة العرس المحدثة في المخيم، والمصنوعة من “صيوان”، أثارت إعجاب وسعادة الحضور، إذ تقول “أم المعتصم”، إحدى المعازيم: “لقد عدنا بذاكرتنا إلى الحفلات في مدننا وقرانا قبل التهجير..الله يسعد الشباب والبنات في المخيم”.

تبدأ التحضيرات لحفلة الخطوبة في المخيم قبل أيام، إذ يقوم أهل العريس بشراء خاتم الخطوبة من الذهب يبلغ سعره نحو 250 دولار، إضافة إلى ساعة يد يبلغ سعرها نحو مئتي ألف.

فيما تلجأ أم العروس إلى استئجار بدلة الخطوبة من صالون للتجميل في المخيم، بنحو 250 ألف ليرة سورية، ويقتصر لباس العريس على “شيك سبور”، يبلغ تكلفته نحو مئتي ألف ليرة سورية.

يقدم أهل العريس الضيافة للمعازيم خلال حفلة الخطوبة، والتي غالبًا ما تكون قطع من الشوكولا يبلغ سعر الكيلو غرام منها تقريبًا 90 ألف ليرة، وبعض أنواع الحلويات (قطايف، أصابع العروس..) ويبلغ سعر الكيلو غرام منها نحو 30 ألف ليرة.

تتفاوت مدة الخطبة ما بين 10 أيام وثلاثة أشهر، فيما تتراوح قيمة المهور بين فئات المخيم، إذ يتراوح المقدم  مابين 100 ألف سورية، ويتكفل العريس باللباس وتجهيز المنزل، و6 ملايين ليرة، فيما تتراوح قيمة المؤخر مابين مليون  و6 ملايين ليرة سورية.

وخلال فترة الخطوبة يحاول العريس بناء منزل طيني مؤلف من غرفتين، حيث يبني الأرضية والجدران من الطين، فيما يرفع السقف بجسر خشبي، يكسوه شادر من النايلون ويغطى بقطع من القماش لمنع حرارة الصيف.

رغم الظروف الصعبة التي يعيشها سكان مخيم الركبان، إلا أنهم يجدون في حفلات الخطوبة والزواج فرصة لنشر السعادة بين أبناء المخيم، حيث تقام خمس حفلات خطوبة وزواج خلال الشهر الواحد.