يشكو سكان مخيّم الركبان من عدم قدرتهم على تأمين أدوات ومواد التدفئة، لهذا العام؛ بسبب غلاء الأسعار وانعدام الداخل.
أبو مروان، نازح في المخيّم، يعمل (مياوم) في مجال بناء المنازل الطينية، بشكلٍ متقطعٍ، يعمل يوماً، وعشرات الأيام يبحث عن عمل، يقول لـ “حصار”: إنّ “راتبي من عملي، حال توفره، لا يتجاوز 30 ألف ليرة يومياً، وهو لا يكفي لتأمين مواد التدفئة وسدّ احتياجات عائلتي خلال فصل الشتاء”.
يوضح أنّ عائلته “تعتمد في التدفئة على ما يجمعه أخوته الصغار من أكياس وكراتين أثناء تنظيف المنزل،”، وأنّ والدته “تطبخ على مدفأة حطب صنعت في المخيم من مادة (الصاج)”، الّتي سلّمت للعائلة خلال المساعدات الأخيرة.
وأضاف: “مدفأة الحطب، تستخدم أيضَاً، في تسخين ماء الاستحمام”، مطالباً المنظمات الإنسانية بتوزيع مواد التدفئة من حطب ومحروقات على السكان، أسوة بما قامت به منظّمة “غرّاس الخير الإنسانية” في العام الماضي، إذ وزّعت حطب التدفئة على العائلات الفقيرة في المخيم، وسدّت احتياجاتهم.
ارتفعت أسعار مواد التدفئة من حطب ومحروقات، بشكلٍ ملحوظ عن العام الماضي؛ بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، إذ بلغ سعر برميل المازوت 3 ملايين ونصف ليرة، فيما وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من 3 ملايين و400 ألف ليرة سورية.
المدافئ ارتفعت أسعارها أيضاً، إذ بلغ سعر مدفأة الحطب الصغيرة 350 ألف ليرة، والمتوسطة 500 ألف ليرة، والكبيرة 650 ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر (بوري) المدفأة الواحد نحو 18 ألف ليرة، وسعر الكوع (العكس) نحو 17 ألف ليرة سورية.
ارتفاع أسعار المدافئ دفع بعض العائلات الفقيرة في المخيم إلى صناعة المواقد من العلب المعدنية إضافة إلى “قازان” الحمام المهترئ، إذ يقومون بفتح احد جوانب العلبة، ووضع أسلاك معدنية تتحمّل الحرارة في داخلها، حيث يقومون باستعمال العلبة كموقدٍ صغير لتحضير الشاي والقهوة، وفيما يستخدم الموقد الكبير في طهي الطعام وتسخين المياه.
أم سامر، سيدة نازحة في مخيّم الركبان، تقول لـ “حصار”: “أستخدم عدة مواقد في المنزل، فالصغير لا يحتاج إلى أوراق وكراتين كثيرة، وتحصر النار في أسفل الإبريق والغلاية وتساعد على نضجهما سريعاً، بينما أستخدم الموقد الكبير المصنوع في الغالب من علب (السمنة) أو(الزيت) للطبخ وتسخين المياه”.
فيما تعتمد أم محمود، وهي أم لثلاثة أطفال، على الحوالات الخارجية من أقاربها؛ لسدّ بعض احتياجات المنزل، لكنها لا تستطيع تركيب مدفأة؛ بسبب غلاء الأسعار؛ وعدم قدرتها على تحمل النفقات المتراكمة لتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلتها.
تقول لـ “حصار”: “أعتمد على المواقد في الطهو والخبز أحياناً، إضافة إلى تسخين المياه، فيما أنتظر الأيام المشمسة؛ لأحَمَّمَ أطفالي، وأستخدم البطانيات لتدفئتهم بعد الحمام؛ خوفاً عليهم من البرد، وما يخلفه من أمراض الشتاء”.
أبو عمر، يعيل أطفاله، ووالديه المسنّين، يقول لـ “حصار”: “أشغل المدفأة في الصباح خلال فترة الفطور، وفي المساء خلال إعداد الغداء”، وإنه “يستخدم المدفأة في الطبخ وتسخين المياه”.
يأمل أبو عمر، حاله في ذلك، حال عشرات سكان مخيم الركبان في أن تمدّ المنظمات الإنسانية يد العون لهم، وأن تزوّدهم بمواد التدفئة من حطب ومحروقات ومدافئ؛ كي يستطيعون التغلب على برد الشتاء القارس.