ضربت عاصفة مطرية مخيمات الشمال السوري، خلال اليومين الماضيين، ما أسفر عن تضرر مئات الخيام في ريفي إدلب وحلب.
الأمطار تلتهم أثاث الخيام
السيدة أم محمود، نازحة في مخيم باب السلامة قرب اعزاز، قالت لـ “حصار”: إنّ “الأمطار داهمت خيمتها، ليل السبت، ما أدى إلى تلف جميع قطع الأثاث من (فرش، بطانيات، سجاد، ..)”.
وطالبت السيدة أم محمود المنظمات الإنسانية بالنظر إلى حالتها وحالة المئات من سكان المخيمات الذين تضرروا جراء العاصفة المطرية المستمرة حتّى الآن في الشمال السوري.
تضرر مئات الخيام وغرفة عمليات في مشفى
منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) قالت في بيان صدر عنها، السبت، إنّ فرقها استجابت بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم السبت، لأكثر من 15 مخيماً في ريفي حلب وإدلب، تضررت على إثرها 429 خيمة بشكل جزئي، وسقطت خيمة بشكل كامل بسبب السيول والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة.
وأشار البيان إلى تضرر غرف العمليات في المشفى السوري التخصصي بمدينة عفرين جراء تسرب مياه الأمطار إلى قبو المشفى، إضافة إلى شفط مياه الأمطار داخل معمل للخياطة على طريق الشط في مدينة اعزاز”، مؤكداً أنّ فرقه على أهبة الاستعداد للاستجابة لكافة الحالات الطارئة التي قد تسببها الأمطار الغزيرة، والتي من المتوقع اشتدادها خلال الساعات القادمة.
36°02’12.8″N 36°42’01.7″E - خرائط Google
حسن محمد السلوم، مدير مخيم عباد الرحمن الواقع قرب مدينة رام حمدان شمال إدلب، قال: إنّ “140 عائلة تشردوا من خيامهم، وخسروا أثاثهم المنزلي؛ بسبب الطوفان التي تسببت به مياه الأمطار الغزيرة”.
المتضرورن يرفضون الانتقال إلى مخيمات مؤقتة
أشار السلوم إلى أنّ المتضررين رفضوا الانتقال إلى مخيمات مؤقتة جديدة، وفضلوا النزوح الداخلي ضمن المخيم، حيث أصبحت خيم الأقارب والجيران مستقراً آمناً لهم إلى أنّ تخفّ العاصفة”.
وردّ أسباب طوفان الخيام بالمياه إلى “طبيعة الأرض السهلية، وعدم تبحيصها؛ ما جعل المياه قادرة على الوصول إلى خيام النازحين”.
الواقع المأساوي ذاته تكرر في مخيم الأخوة في بلدة كفريحمول بريف إدلب، حيث ألحقت العاصفة المطرية أضراراً بنحو 140 عائلة في المخيم، بعد أن تسربت المياه إلى داخل الخيام، والتهمت أثاثها، بحسب مدير المخيم سليمان علي الحمدي.
يرفض النازحون المتضررون في المخيم الانتقال إلى مخيمات مؤقتة؛ ويفضلون تدبر أمورهم لدى الأقارب والجيران في المنطقة ذاتها خوفاً من رحلة نزوح جديدة.
ناشط إغاثي: المتضررون يرفضون الانتقال إلى مخيمات جديدة خوفاً من خسارة عاملي الاستقرار والعمل
في هذا الصدد، يقول الناشط الإغاثي علي الخلف، من سكان مخيم أطمة إنّ النازحين يفضلون عدم الخروج من مناطق إقامتهم خوفاً من خسارة عاملي الاستقرار والعمل.
ويشير الخلف إلى أنّ هناك أعداداً كبيرة من النازحين افتتحوا مشاريع في مناطق المخيمات، وهم يخشون فقدان عملهم في حال نقلهم إلى أماكن جديدة ما يدفعهم للاصرار على البقاء في أماكنهم.
العاصفة مستمرة
فرق منظمة الدفاع المدني استجابت، أمس الجمعة، لـ 48 مخيماً تضرر فيها أكثر من 1118 خيمة، ومنازل سكنية وكتل سكنية ذات أسقف بلاستيكية، فيما لاتزال العاصفة مستمرة خلال الساعات الـ 48 القادمة.بحسب بيان المنظمة.
يعيش مئات الآلاف من نازحين ومهجرين في مخيمات إدلب وحلب، وسط أوضاع معيشية صعبة، وتزداد معاناتهم سنوياً في فصل الشتاء، في ظل شح وقود التدفئة وغلاء الأسعار، وانعدام مقومات الحياة.