ملابس الشتاء في مخيم الركبان.. رتق بعد فتق وفتق بعد رتق

تشكل ملابس فصل الشتاء، معاناة إضافية لنازحي سكان مخيم الركبان، بسبب غلاء الأسعار وانخفاض الجودة، وهو ما يدفع معظم الأمهات لإعادة تدوير الملابس بين أبنائهن.

وسجلت أسعار ملابس الشتاء لهذا العام ارتفاعاً كبيراً، بسبب انهيار سعر صرف الليرة  السورية أمام العملات الأجنبية

إذ بلغت أسعار الملابس وفق التالي:

جاكيت صوف (أطفال): 150 ألف ليرة سورية 

(بيجاما) شتوية (أطفال): 200 ألف ليرة سورية 

كنزة صوف ولادية: 75 ألف ليرة سورية 

كنزة صوف كبار:  150 ألف ليرة سورية

معاطف شتوية: ما بين 400 و600 ألف ليرة سورية  

قبعة الصوف: ما بين 25 و50 ألف ليرة سورية

جوارب كبار:  10 آلاف ليرة سورية

جوارب ولادية:  6 آلاف ليرة سورية 

جاكيت جلد رجالي:450 ألف ليرة

فستان نسائي: ما بين 200 و250 ألف ليرة

(بيجاما) رجالية أونسائية : مابين 200 و500 ألف ليرة سورية 

سمير صاحب محل لبيع الألبسة في مخيم الركبان، قال لـ “حصار”: إنّ “الإقبال كان ضعيفاً جداً لهذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، ولذلك اضطررت للبيع بالتقسيط. معظم الأهالي لا يملكون ثمن قطعة صوف. ودخل عامل المياومة لا يتجاوز في أحسن الأحوال 35 ألف ليرة سورية يومياً”.

يربط سمير ارتفاع أسعار الألبسة في المخيم بـ “شرائها من مناطق سيطرة النظام ودخولها إلى المخيم بطرق غير شرعية وهو ما يزيد تكلفة القطعة”، إضافة إلى “انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار”.

ويجد بعض سكان المخيم في “طبقات الملابس” حلاً لغلاء الأسعار، ومحاولة توفير ملابس شتوية لأبنائهم، وهو ما تفعله أم محمود مع أطفالها الأربعة الذين تجبرهم على ارتداء عدة طبقات من الملابس في الشتاء، وتقول لـ “حصار”: “ألبس أبنائي عدة (كنزات) فوق بعضها البعض لأحميهم من البرد”.

وتضيف: “لا قدرة لي على شراء الملابس، وألجأ إلى توريث الملابس بين أبنائي بحسب أعمارهم من الأكبر إلى الأصغر وهكذا”.

يجد آخرون في تدوير الملابس حلاً للمشكلة، إذ يقومون بإعادة تفصيلها من جديد ليستفيد منها كل أبناء العائلة، خاصة قطع الصوف، إذ تعيد بعض الأمهات نسجها، بعد نقضها لتصبح قطعاً جديدة تناسب أعمار الأطفال.

تقول أم علي لـ “حصار”: “أُصغر الملابس الكبيرة التي لم يعد يلبسها الكبار، كونها تعرضت للتلف في بعض الأماكن، وأنسجها للأصغر، مستفيدة من القسم الجيد الذي لم يتعرض للاهتراء في القطعة الصوفية”.

الحصول على ملابس جديدة يقضم معظم دخل السكان في مخيم الركبان، ما يجبر الأمهات على اجتراح حلول لا تحل المشكلة، تشبه بذلك معظم ما يعيشه السكان في المخيم، رتق بعد فتق وفتق بعد رتق.