فرحة عيد.. يوم “الجلاء المدرسيّ” في مخيّم الرّكبان

علامات الفرح بدت واضحة على وجوه التلاميذ في مدارس مخيّم الركبان، بعد أن أنهوا فصلهم الدراسيّ الأول، وحصد بعضهم مراكز متقدمة متفوقين على أقرانهم في الصف.

فرحة عيد

رغم الحصار والفقر والشقاء الذي يكابده أطفال المخيّم، إلّا أنّ لنهاية الفصل الدراسيّ فرحة، لا بدّ من معايشتها، والاحتفال بها، إذ يستحم بعض التلاميذ في ليلة استلام الجلاء، ويلبسون ثياب العيد، ويتّجهون إلى مدارسهم بآمال وطموحات متعدّدة.

تُغالب الدّموع أمّ محمّد، وهي تتحدّث عن نجاح ابنها في الصّف الثالث ونيله المرتبة الثانية على مستوى الصّف، تفخر به وتتمنّى أن تتوفر له مقوّمات النجاح في المستقبل، تقول: ” ابني تلميذ مجتهد، يحبّ دروسه كثيراً، ويحصل على ثناء دائم من معلّمته..أتمنّى له مستقبل أفضل، وللكادر التدريسي المزيد من التوفيق والنجاح، ليساعدوا أطفال المخّيم في متابعة دراستهم ومحو أمّيتهم”.

مشاعر النجاح

يخبرنا عبد الكريم، طالب في الصف الخامس، أنّ والدته ألبسته ثياب العيد الماضي في يوم الجلاء المدرسيّ، وبعد وصوله إلى المدرسة شعر بسعادة لا توصف “حينما ذكرت المعلّمة اسمي بين الناجحين، كانت سعادتي كبيرة، استلمت جلائي، وشكرت معلّمتي على جهودها، مع أملي في أن يكون القادم أفضل”.

تكريم رمزي

قلّدت المعلّمات في مدرسة الحيّ التدمريّ المتفوّقين تيجان التفوّق المصنوعة من الأوراق الملونة التي حصلوا عليها ضمن حصّة مساعدات تعليميّة قدّمتها منظّمة إنسانيّة تُعنى بدعم التعليم في مخيّم الرّكبان.

تشيد المعلّمات بمستوى الطلّاب في مخيّم الرّكبان، تقول أمّ مصطفى، معلّمة في مدرسة الحيّ التدمريّ: “مستوى التلاميذ في صفّي يتراوح ما بين ممتاز وجيد جداً، بينما لا يتجاوز عدد المقصرين بدروسهم 5 من أصل 35 طالب”.

حالات فرح على (واتس-آب) 

المراقب لحالات تطبيق (واتس-آب) لأهالي تلاميذ مخيّم الرّكبان، يجد أنّ معظمها تُظهر صور أطفالهم وهم يحملون الجلاء المدرسيّ والابتسامة تعلو وجوههم، فهي فرحة وسط مستنقع من الخيبات التي تسيطر على المكان.

فرحة منقوصة

أجواء الفرح الّتي تغمر أهالي الطلاب بنجاح أبنائهم في مخيّم الرّكبان تصطدم دائماً بغصّة المستقبل المجهول، تجتاح النفوس وتسيطر على التفكير، إذ يقتصر التعليم في المخيّم على المرحلة الابتدائية، وجلّ من يقيم فيه لا فرصة لديه بالخروج من المخيّم لإكمال تعليم أبنائه كونه مطلوباً لسلطات النّظام.

وفّرت بعض مدارس مخيّم الرّكبان منهاج الصفّ الأوّل الإعدادي للطّلاب الّذين أنهوا المرحلة الابتدائية للمساهمة في إكمال تعليمهم وتجاوز المرحلة الإعداديّة، لكنّها تبقى خطوات خجولة حتّى الآن في ظلّ غياب نظام امتحاني معترف به للشهادتين الإعداديّة والثانويّة، فضلاً عن غياب الكوادر التدريسيّة المختصّة.

يبلغ عدد طلّاب مخيّم الرّكبان نحو 1100 طالب وطالبة، موزّعين على 7 مدارس، وسط مصاعب كبيرة تعيق العمليّة التعليميّة من أهمّها غياب البنية التحتيّة وافتقار المخيّم لكوادر تدريسيّة مختصّة.