حبّة بندورة وكأس شاي..أمنيات حالمة لسكان مخيّم الرّكبان

تزداد الأوضاع المعيشيّة في مخيّم الرّكبان سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب فقدان معظم المواد الغذائيّة الأساسيّة من سوق المخيّم، وندرة مواد أخرى، وسط تحذيرات من انعكاسات كارثيّة على السكّان.

ذكر مراسل حصار أنّ هناك نضوب في المواد الغذائيّة الأساسيّة من المحال، فيما لم يتبّق سوى القليل من مواد البرغل والحمص واللبن، وهو ما ترافق بزيادة في أسعارها حيث بلغ سعر الكيلو غرام من البرغل 25 ألف ليرة، فيما وصل سعر الكيلو غرام من الحمص إلى 35 ألف ليرة، وسجل سعر كيلو غرام اللبن نحو 10 آلاف ليرة سورية.

انعكست الأوضاع المعيشيّة الصعبة في مخيّم الرّكبان على أحاديث السكان خلال سهرات السمر التي كانت فرصة للقاء الأصدقاء والأهل وتبادل الأحاديث، فيما أصبحت اليوم فرصة لتبادل الشكاوى والهموم.

في سهرة شبابية بمخيّم الرّكبان، يشتكي أبو وائل من فقدان المواد الغذائية الأساسيّة في المخيّم، قائلاً: “تخيلوا أنني لم أشرب مع أطفالي الشاي منذ 13 يوماً..الشاي رفيقي في الصباح ومع وجبة الإفطار..بالفعل أحتاج إلى كأس من الشاي يهدأ من صداع رأسي الذي قارب على الانفجار..مع الأسف أصبحنا في حسرة حتّى كأس الشاي”.

لقد تغيرت أحلام أبو وائل من العودة إلى منزله الذي هُجر منه في حمص إلى الحصول على بعض ما يسدُّ رمق أطفاله من قوت يومي، يقول: “أحلم بجلب سيارة خضار وفواكه وشاي ومتة إلى المخيّم..أحلم بتوزيع كميات من الطعام على أهلي وأقاربي في المخيّم”.

يستطرد أبو وائل في حلمه، ويتخيل نفسه عائداً  بسيارته الصغيرة المحمّلة بالمواد الغذائية إلى المخيّم، لكنه يصاب بإحباط حتّى في الحلم فسيارته الصغيرة لا تكفي لجميع السكان ويحاول أن يتدبر أمره في الحصول على حمل آخر عبر طرق التهريب..يضحك أبو وائل..وتعلو الضحكات من رفاقه..متعهدين له بالمساعدة في التوزيع، بالقول: “كفو أبو وائل أنت جيب المواد ونحنا ترا نساعدك بالتوزيع”.

أحلام أبو وائل، لها انعكاساته على الأرض عند أبو علي، النازح من ريف حمص الشرقي، الذي يشكو كما الجميع من عدم توفر المواد الأساسية في سوق المخيّم، ما أثر سلباً على صحته.

يقول: “اللبن أصبح وجبتنا الرئيسّية، أتناوله مع عائلتي في الفطور والغداء والعشاء،  نفطر خبز ولبن، ونتغّدى رز أو برغل مع لبن، ونتعشّى لبن فقط”..يتنّهد واضعاً يده على بطنه: “الجوع ذبحنا، واللبن ذبحنا أكثر. أنا لا أستطيع تحّمل ذلك أكثر،  لقد أصبت بقرحة معدية وحموضة، كما بتُّ أعاني من الإمساك والتهاب القولون، وأحتاج بشكل عاجل إلى أدوية مهدّئة للأعصاب، وربّما إلى طبيب نفسي”.

يختتم  أبو علي، حديثه بحزن وحسرة: “الوضع أصبح صعبًا للغاية،  زوجتي وأطفالي يواسونني في الصباح عند الفطور، وأنا أواسيهم عند الغداء، نحن نتحّمل هذه المأساة منذ سنوات، ولا نرى أيّ حل في الأفق، مع الأسف  لا أحد يهتمّ بنا”.

يمارس نظام الأسد وإيران سياسة التجويع بحق سكّان مخيّم الرّكبان، بعد قطع طرق التهريب إليه، ما أدّى إلى فقدان المواد الغذائيّة الأساسيّة و الدواء، لإجبار السكان على مغادرة المخيّم.