اتجه بعض أهالي مخيّم الرّكبان إلى زراعة الخضار المنزليّة لمواجهة الحصار المطبق الذي تفرضه قوّات النظام والميليشيات الإيرانيّة على المخيّم منذ نحو شهرين، ما أدى إلى نفاد مخزون الغذاء والدواء، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.
يزرع محمد الأحمد في مشتله بعض الخضار الصيفية (باذنجان، بندورة، فليفلة)، إلى جانب مساكب (النعناع البقدونس)، يقول: إنّ “الحصار المفروض على المخيّم منذ عدة سنوات، دفعني إلى تجهيز المشتل الزراعي، لجني بعض الخضار وتأمين بعض احتياجات السكان الأساسية هنا”.
وتعتبر الزراعة في المخيّم رغم الصعوبات التي تواجهها من عوامل سوء الطقس وعدم وجود المواد الأساسية للانتاج، جزءاً من الحلول التي ينتهجها السكان للتغلب على الحصار.
رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي في مخيّم الرّكبان بدر حسن العبد الله يؤكد أنّ الزراعة وسيلة لتحسين حياة سكان المخيّم، وإيجاد طرق لتوفير بدائل عن المواد الغذائية القادمة من مناطق سيطرة النظام، لكنه يقرّ بعدم قدرتها على سدّ بعض الاحتياجات الأساسية.
يقول: إنّ “المشتل الزراعي يعتمد على المياه، وهو ما يواجه صعوبات من ناحية توفر المياه وارتفاع أسعار نقلها، ما يشكّل عائقاً أمام الأهالي الراغبين بزراعة المساحات المنزلية المتاحة لديهم، إضافة إلى معوقات أخرى من أبرزها ارتفاع ثمن البذار والشتل”.
عبدالله أبو ياسين أحد المهتمين بالزراعة، شجع منذ قدومه إلى المخيّم الزراعة المنزلية وقدم النصائح والبذار مجاناً للراغبين من الأهالي، لكن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه السكان، لا يبدو أنّ الجميع قادرا على الزراعة في المخيّم.
يقول: “مع الأسف لا يستطيع الجميع الزراعة بسبب عدم القدرة على دفع أجور نقل المياه، إذ تبلغ كلفة نقل 5 براميل من المياه نحو 20 ألف ليرة وقد تزيد بحسب المسافة”.
أطبقت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الحصار على مخيّم الرّكبان منذ نحو شهرين، ما أدى إلى فقدان الغذاء والدواء من السوق، وسط مطالبات أهلية وأممية بضرروة إدخال المساعدات المنقذة للحياة بشكل عاجل.