تضطر أم أحمد، نازحة في مخيّم الرّكبان، لتنظيف أوانيها المنزلية بالتراب والماء بعد فقدان مواد التنظيف من أسواق المخيّم، بسبب الحصار الخانق المفروض من قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
ففي ظل النقص الكبير في مواد التنظيف، كان لابد للأهالي من اللجوء إلى استخدام الرمال و رماد النار في تنظيف أواني الطعام وكؤوس الشاي بغرض التعقيم.
تقول أم أحمد: “أغسل أواني الطهي بالتراب والرماد، وأستخدم الرماد المتبقي من الطهي عوضاًً عن سائل الجلي غير المتوفر في السوق، فالطريق مغلق منذ نحو شهرين ولا وجود لمواد التنظيف في المخيّم. .لذلك فالحل هو استخدام التراب”.
لايقتصر تنظيف الجلي على استخدام التراب، بل يمتد ليشمل الحمام اليومي للأطفال، إذ تستخدم سيدات المخيّم الطين كبديل عن الصابون والشامبو في استحمام أطفالهم.
تقول سمية أم خالد: “أُحمم أطفالي بالماء والقليل من الرمل لتطهير أجسامهم، ثم أُزيل الأوساخ بقطعة قماشية مبللة بالماء”، فيما تغسل الملابس بالماء فقط، وتتساءل عن جدوى هذه العملية وهل تنظف الملابس فعلاً، لتجيب: “أتساءل أحيانًا إن كنت أخدع نفسي بهذه الطريقة أم أنها بالفعل كلّ ما يمكننا القيام به للحصول على نظافة مبدئيّة..إلى متى ستستمر هذه الظروف؟”.
وسط هذه الظروف الصعبة، يبحث سكان مخيّم الرّكبان عن بدائل متاحة ومجديّة للحفاظ على مستوى مقبول من النظافة، ويجدون أنفسهم مضطرين لاستخدام أساليب بدائيّة مثل (الرمال، والرماد) في تنظيف أواني الطعام والملابس والاستحمام، مع يقينهم بعدم مثاليتها لكنها تبقى حلولاً مؤقتة للتغلب على عدم وجود المنظفات.