لحم الأضاحي يُغير طبخات سكان مخيّم الرّكبان

“لم نتذوق طعم اللحم منذ أكثر من شهرين، والحمد لله في عيد الأضحى وصلتنا حصة من أضاحي العيد..طبخت منسفاً باللحم وأطعمته أطفالي”،  بهذه الكلمات عبّرت السيدة عائسة عن سعادتها بالعيد، وقالت: إنّ “الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المخيّم بسبب الحصار وارتفاع الأسعار جعل من حياتنا صعبة للغاية، وعيد الأضحى غيّر من طبخاتنا اليومية خلال أيام العيد رغم افتقادنا إلى بعض البهارات الضرورية والمكونات الأساسية للطبخات.

توزيع لحوم الأضاحي على سكان مخيّم الرّكبان أسهم في تغيير سيدات البيوت من طبخاتهم، فأغلبهن كن يطبخن وجبات متشابهة بسبب الحصار وفقدان المواد الاساسيّة من السوق، والتي من أبرزها الخبز بالحليب والرز والبرغل المسلوق إضافة إلى طبق الشاكرية الخالي من اللحم والدجاج إلى جانب الرز والبرغل.

السيدة نور أم محمد حضّرت لأطفالها طبق الكبة المقلية، التي لم أطبخها منذ العيد الماضي، تقول: “جمعت حصص اللحم، وأزلت العظام منها، ومن ثم طحنتها وطبخت الكبة المقليّة وأطعمتها لأطفالي، ووزعت منها (سكبات) للجيران”، لكن حشوة الكبة كانت خالية من الملح والبصل بسبب عدم توفرهما في منزل أم محمد.

غاب الثوم والبصل والرز والبهارات عن بيوتات بعض سكان مخيّم الرّكبان، وهي مقادير أساسية لتحضير طبخات اللحوم، ما أجبرهن على شواء اللحوم، كما فعلت السيدة أم خالد، التي تلقت ثلاث حصص من لحم الغنم، فبعد تقطيعها لقطع اللحم، جمعت بعض الأوراق والكرتون، وأشعلت مدفأة الصاج، قامت بشوي قطع اللحم وأطعمتها لأطفالها.

وبسبب ندرة اللحوم في مخيّم الركبان وفقدان المواد الأساسية، لجأت بعض السيدات إلى أساليب بدائية في حفظ اللحوم عبر  حمسها ووضعها في (مطربانات) حافظة، فيما أذابت أخريات دهن اللحم وضعته في حافظات طعام، من أجل استخدامه كبديل عن السمن والزيت غير المتوفر في سوق المخيم.

مخيّم الرّكبان المحاصر منذ عام 2017، والذي أغلقت جميع منافذ الوصول غير الشرعية إليه منذ نحو 3 أشهر من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة بعد نفاد المواد الغذائية الأساسية والدواء من أسواقه، وسط ترقب الأهالي لتنفيذ تعهدات المنظمة السور ية للطوارئ بتوزيع مساعدات غذائيّة على السكان خلال الأيام القادمة، بعد أن وزعت البسكويت المدعوم وبعض المنظفات عليهم خلال الأيام الماضية.