أطفال مخيم الركبان دون تطعيم.. سواعدهم تؤكد ذلك 

لم تترك اللقاحات التي لم تصل إلى المخيم منذ ما يزيد عن خمس سنوات أي أثر على زنود أطفال مخيم الركبان، لا يحتاج الأمر إلى أدلة، كل ما عليك أن تنظر إلى مكان هذه اللقاحات التي تركت ندباتها على ساعدك  منذ سنوات كثيرة دون أن يستطيع الزمن محوها، وأن تنظر إلى غيابها في المقابل عن سواعد أطفال المخيم.

تطعيم الأطفال حق آخر تضمنه كل القوانين الدولية ومنظمة الصحة العالمية يضاف إلى مجمل الحقوق المنتهكة في المخيم المحاصر منذ أكثر من خمس سنوات، إذ تمنع قوات النظام وحلفائها مرور كل ما من شأنه أن يضمن نوعاً من الحياة في المكان الصحراوي، الدواء والغذاء والكتب والقرطاسية وحتى اللقاحات.

آخر أثر للقاح طفل كان مع إعلان نقطة عون الطبية التابعة للأمم المتحدة على الحدود السورية- الأردنية، دون أسباب وجيهة، ولم تفلح جميع المناشدات من قبل سكان المخيم ووسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية في إيجاد حلول طبية لأكثر من سبعة آلاف إنسان، يشكل الأطفال أكثر من نصف تعدادهم، باستثناء محاولات خجولة بتقديم بعض المعدات الطبية في مستوصف دون أطباء، ومحاولات أخيرة بدخول أطباء إلى المخيم أملاً في استمرار هذه المحاولات لكسر الحصار وتقديم اللقاحات اللازمة للأطفال الذين يفتقد معظمهم للمناعة ويشتكون من زيادة الأمراض إضافة لسوء التغذية.

تغيب علامات اللقاح عن سواعد أطفال عمار أبو رامي الخمسة، حيث حرموا من اللقاح، ما يثير مخاوفه بشكل دائم من كونهم أكثر عرضة للأمراض وأقل مناعة في مواجهتها، يصف الأمر بـ “المأساوي”، يقول: “الجميع تخلى عن سكان المخيّم وأطفالهم المنسيين في الصحراء”، متسائلاً عن جدوى الميثاق العالمي لحقوق الطفل؟، ومطالباً بحصول أطفال على اللقاح اللازم بشكل عاجل.

ذكرت مصادر في مخيّم الرّكبان أنّ عدم تلقي الأطفال للقاحات أسهم في انتشار أمراض الحصبة، وضعف في النمو، والتهاب الكبد، إضافة إلى اليرقان، وأنّ مقاومة الأطفال أصبحت ضعيفة للغاية فهم عرضة لأمراض الحساسية والزكام بشكل متكرر خلال العام.

يطالب أهالي مخيّم الرّكبان المنظمات الأممية والمجتمع الدولي بفك الحصار المفروض على مخيّم الرّكبان وإدخال المساعدات الإنسانية واتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم.