في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان مخيّم الرّكبان، تلجأ السيدات إلى حلول بديلة ومبتكرة لمواجهة حرارة الصيف الحارقة وتوفير مياه شرب باردة لعائلاتهن.
غياب التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المياه المثلجة في المحال التجارية، يجعل الأساليب التقليدية منقذاً أساسياً لسكان المخيّم.
تنظف السيدات عبوات الزيت البلاستيكية، وتغطيها بأقمشة قديمة أو أكياس خيش مستعملة، ثم تُملأ بالماء وتترك لتبرد في فناء المنزل.
تكرار هذه العملية عدة مرات يومياً يساعد في الحفاظ على برودة الماء، ويقلل الحاجة لشراء المياه المثلجة مرتفعة الثمن.
أم مضر، إحدى السيدات المقيمات في المخيّم، تؤكد أن هذه الطريقة التقليدية توفر عليها الكثير من المال في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تقول: “شراء الماء المثلج يومياً مكلف للغاية، يبلغ سعر اللتر الواحد منه 5000 ليرة سورية، ولذلك اعتمد على هذه الطريقة البدائية في تبريد مياه الشرب”.
هذا الواقع يسلط الضوء على حجم المعاناة التي تواجه سكان المخيّم في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
تعتبر هذه العبوات البسيطة أداة حيوية للحفاظ على الأدوية من التلف بسبب الحرارة العالية.
أم سمير، التي تعيش في المخيم مع أطفالها الثلاثة، تستخدم هذه العبوات المبتكرة كوسيلة لحفظ الأدوية الضرورية، تقول: “أحرص على ترطيب العلبة بشكل دائم حتى تبقى الأدوية باردة وصالحة للاستخدام”.
يبقى الاعتماد على الطبيعة والطرق التقليدية حلاً ضرورياً في مواجهة قسوة الحياة في مخيّم الركبان، حيث تبرز كأمثلة حية على قوة الصمود والإبداع في أصعب الظروف.