العفو الدولية: ندعو لرفع الحصار عن الركبان ونطالب واشنطن بالوفاء بالتزاماتها

دعت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لحوالي 8,000 نازح سوري يعيشون في ظروف قاسية داخل مخيم الركبان المحاصر والمعزول على الحدود السورية مع الأردن والعراق.

وأشارت المنظمة إلى أن المخيم يعاني من نقص حاد في الغذاء، المياه النظيفة، والرعاية الصحية، حيث لم تدخل قوافل المساعدات الإنسانية إليه منذ سبتمبر 2019، ما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.

منذ أن فرض النظام السوري حصارًا محكمًا على المنطقة المحيطة بالمخيم في عام 2015، تدهور الوضع بشكل كبير بعد إغلاق طرق التهريب التي كان يعتمد عليها سكان المخيم للحصول على الاحتياجات الأساسية.

وعلى الرغم من وجود قاعدة عسكرية أمريكية قريبة (قاعدة التنف) تسيطر فعليًا على المنطقة، إلا أن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة كانت محدودة وغير منتظمة، مما جعل السكان في معاناة مستمرة.

قالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، إن الآلاف، بمن فيهم الأطفال، يعيشون في المخيم دون الوصول إلى احتياجات الحياة الأساسية. ودعت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الأوضاع، وضمان تزويد السكان بالغذاء، المياه، والرعاية الصحية الضرورية.

وأضافت أن سكان مخيم الركبان هم ضحايا الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية، وقد حُرموا من الحصول على ملاذ آمن أو تعرضوا لعمليات ترحيل غير قانونية من قبل السلطات الأردنية. وفي المقابل، كانت استجابة الولايات المتحدة غير كافية.

وشددت مجذوب على ضرورة رفع الحصار فورًا من قبل النظام السوري، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم. كما دعت الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان وضمان توفير الضروريات لسكان المخيم، وطالبت المجتمع الدولي بإيجاد حلول دائمة مثل إعادة فتح الحدود مع الأردن أو تأمين ممر آمن إلى مناطق أخرى داخل سوريا.

ووفقًا لمحمد الفاضل، عضو المجلس السياسي للمخيم، يواصل الأردن ترحيل ما بين 100 و150 سوريًا إلى مخيم الركبان سنويًا، مع وجود حوالي 1,400 سوري في السجون الأردنية معرضين لخطر الترحيل.

وقد أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع سوريين تم ترحيلهم إلى الركبان في أبريل 2024، حيث وصف أحدهم تعرضه للتعذيب والمعاملة القاسية خلال الترحيل، مشيرًا إلى أن الحياة في المخيم مليئة بالمعاناة، لدرجة أن البعض يفكرون في الانتحار.

منذ عام 2016، تدير الولايات المتحدة قاعدة التنف العسكرية القريبة من المخيم، وتسيطر فعليًا على المنطقة. ومع ذلك، كانت استجابة الولايات المتحدة تجاه الأزمة الإنسانية في المخيم محدودة.

بين عامي 2023 و2024، نفذت قوة مهام الطوارئ السورية عمليات نقل جوي للمساعدات إلى المخيم باستخدام الطائرات العسكرية الأمريكية، ما يدل على أن الولايات المتحدة لديها القدرة على تقديم المساعدات، ولكنها لا تزال بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر فعالية لتلبية احتياجات سكان المخيم الأساسية.

وهو ما دعا مجذوب للتأكيد على ضرورة وفاء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتزاماتهم الحقوقية تجاه سكان الركبان، والعمل على إنهاء معاناتهم المستمرة.