حرمت الظروف الاقتصادية الصعبة معظم الأسر في مخيم الركبان من تحضير المؤونة، بسبب الحصار وارتفاع الأسعار، وهي عادة موسمية تدأب عليها ربة المنزل في كل عام من أجل التخزين لفصل الشتاء. من أبرز هذه المؤن: الكشك، اللبنة، المكدوس، الزيتون، والخضار المجففة.
تحديات تحضير المؤن في ظل الحصار
“أم صفوان” تصف الوضع المعيشي في المخيم بـ”الكارثي”، وتشير إلى امتناعها عن تحضير المؤونة لهذا العام بسبب ارتفاع الأسعار. تقول: “مررنا بنقص شديد في المواد الضرورية في الأعوام السابقة، ولكن رغم ذلك كنا نحرص على تحضير المؤن بقدر الإمكان، ولو بكميات قليلة. أما هذا العام، فالأمر أسوأ بكثير بسبب الحصار وارتفاع أسعار الخضار بعد دخول السيارات من مناطق النظام. الأسعار أصبحت لا تطاق؛ حيث يتراوح سعر كيلو الخضار بين 12 إلى 17 ألف ليرة سورية، وهو ما يجعل شراء حتى كيلو واحد أمراً صعباً للكثيرين”.
وقف الإمدادات ونقص المواد الأساسية
في الأسابيع الأخيرة، توقفت إمدادات المواد الغذائية بشكل شبه كامل عن المخيم، ما زاد من معاناة السكان. يعتمد السكان حالياً على المساعدات الغذائية التي قدمتها منظمة سورية للطوارئ، لكنها لا تسد احتياجاتهم.
“أبو عبود”، أب لعائلة مكونة من 6 أفراد، لجأ إلى زراعة محيط منزله للتغلب على ارتفاع الأسعار، لكنه رغم ذلك لم يستطع تأمين مؤونة الشتاء لأطفاله. يقول: “زرعت بعض الخضار بجانب البيت، ولكن الكميات قليلة جداً ولا تكفي لتحضير المؤن مثل المكدوس أو تجفيف الباذنجان. كانت الأسعار في الماضي أقل بكثير، لكن الآن الوضع أصبح صعباً للغاية”.
ولا يقتصر ارتفاع الأسعار على الخضار، بل يشمل جميع السلع الغذائية في مخيم الركبان، حيث لم يتمكن أبو عبود من صناعة الكشك لعائلته بسبب ارتفاع سعر اللبن، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد نحو 17 ألف ليرة سورية، في حال توفره. ينهي حديثه بالقول: “لا أدري ماذا يخبئ المستقبل لنا”.
الأمل في المساعدات
مع اقتراب نفاد الكميات المتوفرة من المساعدات، يتساءل سكان المخيم عن مصيرهم في ظل استمرار الحصار. يحلم الكثيرون بأن تنتهي هذه الظروف الصعبة، لكن إلى أن يحدث ذلك، يبقى الأمل معلقاً على المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناتهم اليومية.
\