نحن صوت من ذبح الحصار أصواتهم، وخنق كلماتهم عند الشفاه. صوت يتحدى الحصار.
نحن، ذاكرة الناجين من الحصار، من حملوه معهم إلى أرض النزوح واللجوء.
نحن عينهم التي لا تغمض موثقة حصار الغوطة، وحمص القديمة، وحلب الشرقية، وداريا، وكل مكان في سوريا، وربما العالم، للحصار لغة واحدة، حروفها قدّت من صبر وقهر، ودعوة المحاصَرين للمحاصِرين: كونوا مثلنا، بشراً.
نحن صوت المحاصرين بين أربعة جدران ضيقة، تسمى سجناً أو معتقلاً، أو مسلخاً بشرياً، نحن صوتهم في لياليهم الطويلة، صدى عذاباتهم، وعذابات من ينتظرهم.
نحن مجموعة صحفيين سوريين، قررنا أن الحصار، بشقيه المادي والمعنوي، ماضياً وحاضراً، هو أحد أبلغ التجارب البشرية، وتستحق أن توثق، وأن يكون لأصحابها صوتاً يتحدى.
نحن نعتمد سياسة تحريرية موضوعية دقيقة غير حيادية ولا متوازنة، واللغة تُرك لها حق الاختيار، عذبة رقيقة أو قاسية صادمة، أو ما بينهما، تمسك الحكاية وصاحبها بحروفها، ويرصفها السياق كما تشاء ويشاء، والبناء عندنا يمزج بين الإخبار والقص، وظروفهما