يذهب محمد، 15 عامًا، (يوميًا) إلى العمل في ورشة لصناعة (الطوب) المستخدم في بناء المنازل الطينية بمخيم الركبان، من الساعة السابعة صباحًا وحتّى الساعة السادسة مساءً؛ من أجل مساعدة أسرته في توفير تكاليف المعيشة.
ويقول محمد لـ “حصار”: “أعمل برفقة مجموعة من أقراني في صناعة الطوب، إذ ننتظر وصول الماء ومن ثم نضعه على التراب، ونخلطه جيدًا، ليصبح متماسكًا، ومن بعدها نسكبه في قوالب حديدية، كي نحصل على الشكل المطلوب”.
وبحسب محمد فإنّه يصنع نحو 500 قطعة من الطوب (يوميًا)، موضحًا أنه يتقاضى عن كل واحدة مبلغ 200 ليرة سورية، وهو ما يعني أنّ إجمالي إجرته اليومية من العمل تبلغ نحو 10000 ليرة سورية فقط.
أطفال ويافعو المخيم ممن تتراوح أعمارهم مابين 12 حتّى 17 عامًا، يضطرون للعمل في أعمال ربّما تصنف بـ”الشاقة” لمن هم ضمن هذه الفئة العمرية، بسبب عدم وجود مدارس إعدادية وثانوية، ما يحرم المئات منهم من إكمال تعليهم الأساسي وضياع مستقبلهم الأكاديمي، إضافة إلى قلة الموارد المالية للعائلات الركبانية.
فيما تشير مصادر محلية في المخيم لـ “حصار” إلى انخراط جلّ أطفال المخيم في عمل صناعة “الطوب”، حتّى ممن هم في سن الطفولة المبكرة الّتي تتراوح ما بين 7 و11 عامًا، فهم يعملون في الشتاء بعد انتهاء دوامهم في المدراس الابتدائية، وفي الصيف يصبح العمل في صناعة الطوب مهنتهم الأساسية.
يبلغ عدد الورش المختصة في صناعة الطوب بمخيم الركبان ثماني ورش، وهي تسهم في بناء البيوت الجديدة من الطين، و في صيانة وترميم المباني القديمة التي تتعرّض للتخريب؛ بسبب العواصف المطرية أو الرملية التي تمزق (الشوادر)، وتتسبب بانهيار بعض دعائم المنازل.